الهيكلة وإعادة الهيكلة(2- 2)
ما إن أعادت شركة البترول البريطانية «بي بي» هيكلتها المالية والإدارية والتشغيلية بعد مجموعة حوادث منها انفجار مصفاتها في تكساس بالولايات المتحدة وتسرب نفطي في " ديب وتر هورزون" حتى تعرضت لحادث المنصة البترولية في خليج المكسيك .
ولا شك أن الحمل كان ثقيلا والتركة كبيرة فكيف كانت انعكاسات كل ذلك على هيكلة هذه المؤسسة العملاقة ؟ وكيف تصدى القائد الجديد لتلك التحديات ؟
في الجانب الاستراتيجي راجع الأهداف الاستراتيجية ثم انتقى ثلاثة أهداف رئيسية ركز جل جهده في تحقيقها وهي: السلامة وثقة المستثمرين والقيمة المؤسسية.
ومن الناحية التنظيمية أعاد هيكله قطاع الاستكشاف والانتاج وأبقى بقية القطاعات على هياكلها المعتمدة سابقا كما أنشأ إدارة السلامة والمخاطر في كل قطاعات الاعمال وفي الناحية التشغيلية أعاد " المركزية " إلى قطاع الاستكشاف والإنتاج ذلك بحسب مقتضيات تلك المرحلة الحرجة حيث قسم القطاع إلى إدارات ثلاث رئيسية هي: الاستكشاف، التطوير، والإنتاج وجعلها كلها تابعة له مباشرة. كما طور العلاقات المهنية مع مقاولي الباطن وألزمهم بمعايير ومؤشرات أداء أكثر فاعلية.
وفي الشؤون المالية تبنى خطة "الانسحاب الآمن من الاستثمارات" ووجه الأموال المسحوبة إما إلى الوفاء بالتزامات الشركة تجاه المتضررين أو الدخول في استثمارات أكثر أمانا وربحية.
وفيما يخص الرأس المال البشري أجرى بعض التعديلات الضرورية في القيادة التنفيذية وبعكس التوقعات تجنب تسريح أعداد كبيرة من العاملين وركز على مبادرات تخص إعادة التأهيل ثم قدم إلى مجلس إدارته خطة عمل من 10 بنود لتحقيق ذلك، فوافق المجلس على خطته بالإجماع .
فماذا انجزت "بي بي" ؟ أجل، حققت أهدافاً عدة. أهمها الحفاظ على رأس مال بشري ومع نهاية عام 2012 دفعت جميع التزاماتها تجاه صندوق المتضررين. وأكملت تنظيف التلوث النفطي. كما ارتفع أداؤها في جانب السلامة وإدارة المخاطر. وعززت قيمتها المؤسسية ورفعت حصتها في شركة روز نفت وبهذا دخلت عام 2013 بوضع مالي قوي.
هذا ما انجزته "بي بي" اما المؤسسات الاخرى فمنها من التزمت المهنية والنهج العلمي الصحيح في تنفيذ إعادة الهيكلة، واخرى بدأت الهيكلة وإعادة الهيكلة ولا تزال إلى يومنا هذا " تتهيكل" واخرى تسرعت فسرحت موظفيها الأكفاء لتعود إليهم بعد عام تغريهم للرجوع للعمل فيها.. لماذا؟
" لأننا يا أحوة ويا أخوات ما حصلنا في السوق أحسن منكم".
نعم حصل ذلك بعد فوات الأوان. فهل من مدكر؟