نجوم اقتصادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يكون الاقتصاد كلمة، ويمكن ان يكون الاقتصاد معنى، ويمكن الاقتصاد يكون طريقة عيش. لكن هل يمكن الاقتصاد ان يكون طريقة عيشك وكيف، الجواب اليوم نعم بفن التسويق اصبح ذلك ممكنا. فقد يكون البعض يدري والبعض الآخر لا يدري أننا مبرمجون في هذا العصر الحديث لنكون بطارية طاقة لخطوط إنتاج خارج نطاقنا الجيوغرافي.

ما هي هذه القوة التي جعلت شعوبا بكاملها في الكرة الأرضية تستسلم وتخضع لهذه القدرة الإنتاجية ليست واحدة او اثنتين بل المئات من خطوط الإنتاج، فجعلونا نلبس الجينز ونأكل البورجر ونشرب البيبسي، وليس هذا فقط بل تركب المرسيدس والبي أم وخواتم الذهب والفضة من الماركات العالمية والساعات والنظارات.

دون ان نشعر في المقابل قضينا على منتوجاتنا العربية الأصيلة والعادات الشرقية العميقة، بينما هم لم يتركوا عادة ولم يغيروا عبادة، فأين تأثير هذه المليارات من البشر على الكرة الأرضية. يجب ان تعلم انت عزيزي المستهلك ان مصدر الطاقة لهذه المنتجات هو انت، فأنت صاحب القرار أن تحقق شركة ما أرباح أم لا.

مهما كانت جودة المنتج تجد المبالغة في أسعار المنتج لانه يحمل اسم ماركة ما، حتى القلم والورق إذا حمل خط الإنتاج هذا الاسم التجاري تحول السعر من ملاليم الى ملايين. أحيانا نجد حقيبة ماركة سعرها قد يصل الى أكثر من 40 ألف درهم ما يجعلنا نسأل نفسنا هل هذا الجلد والخيوط التي بها مصنوعة من الذهب الخالص !!؟

طبعا دون هذا الإقبال الكبير والمتزايد على استهلاك منتجات هذه الشركات لم يكن هناك إمكانية ان تفعل هذه الشركة ما تفعل من عروض الأسعار الجنونية، هل تعلم ان ثمن هذه الحقيبة يوازي دخل عائلة كاملة لعام كامل، تسكن وتشرب وتأكل على مدى 356 يوما مقابل لحظة شراء حقيبة.

حقاً كما قال ربنا جل جلاله في محكم التنزيل قوله تعالى: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ لنَّعِيمِ }، وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال:

"خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر؛ فقال: «ما أَخْرجَكما من بُيوتِكمَا هَذِه الساعةَ»؟ قالا: الجوع يا رسول الله. قال: «وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما؛ قُوما» فقاما معه؛ فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مَرْحباً وأهْلاً. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين فلان»؟ قالت: يستعذِب لنا من الماء؛ إذ جاء الأنصاريّ، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحِبيهِ، ثم قال: الحمد لله! ما أحدٌ اليومَ أكرم أضيافاً مني. قال: فانطلق، فجاءهم بِعِذْق فيه بُسْر وتمر ورُطَب، فقال: كلوا من هذه.

وأخذ المدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إياكَ والحَلُوبَ» فذبح لهم؛ فأكَلُوا من الشَّاة ومن ذلك العِذق، وشرِبوا؛ فلما أن شبِعوا وروُوا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: «والذي نفسي بيده لَتُسْأَلُنَّ عن نعيم هذا اليوم، يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم» واخرجه الترمذيّ، وقال(فيه): "هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تُسألون عنه يوم القيامة: ظِلٌّ بارد، ورُطب طَيِّب، وماء بارد"ختاما أقول لصاحب هذه الحقيبة الاكثر من أربعين الفا والساعة الرولكس بربع مليون: إن كان هذا النعيم الذي نسأل عنه فماذا انت الذي سوف تسأل عنه.

 فيا سعد من عرف قدر الفقراء وراعاهم بفضل مقالة وبركة صدقاته، وشملته انوار الرحمان وسنن النبي المختار صلى الله عليه وسلم وخاصة في شهر رمضان وكان نجماً اقتصادياً مثل أبي بكر وعمر والصحابة الكرام.

Email