ماذا نفعـل عنـد اختطاف الطائـرة ؟
رغم إن اختطاف الطائرات أمر نادر للغاية، لكنه قد يحدث في أي وقت وبدون سابق إنذار. يعتقد الكثيرون معرفتهم للتصرف السليم في هذه الحالات، لكن الواقع أثبت غير ذلك. من المعروف جيداً أن هناك العديد من التجارب أثبتت أن تصرف الركاب أثناء اختطاف الطائرات يختلف عما يتوقعونه.
ونتيجةً لبعض عمليات الاختطاف في الأعوام المنصرمة هناك العديد من الدراسات والمناقشات الرسمية والعامة من قبل بعض الدول والهيئات الحكومية حول ردود الفعل المتوقعة من الركاب عند اختطاف الطائرات وكيفية اكتساب الركاب لمهارات التصرفات الصحيحة المتصفة بالأكثر نشاطاً وجرأةً.
ورغم هذه المحاولات، إلا أن القليل منها وضعت مبادئ توجيهية جديدة لكيفية الرد على خطف الطائرات والإرشادات المفترض اتباعها. عند اختطاف الطائرات عادة يرافقها ضجة وضوضاء واضطرابات، وربما إطلاق نار وصراخ من قبل الخاطفين رغبةً في السيطرة على الطائرة ومن فيها.
وفي حالات أخرى قد يتم الاختطاف بشكل هادئ ومنهجي بحيث يقوم قائد الطائرة أو أحد أفراد طاقمها بالإعلان عن اختطاف الطائرة.
السؤال الذي يفرض نفسه هو في كلتا الحالتين، كيف لنا أن نتفاعل ونتصرف مع بقية الركاب خلال الدقائق القليلة الأولى من عملية الخطف التي قد تكون حاسمة بالنسبة لنتائجها؟ معظم الدراسات توضح بأن هناك إرشادات مهمة يجب على الركاب اتباعها عند حدوث لا قدر الله حالات اختطاف للطائرات، حيث تركز على تجنب العنف والتوصل إلى حلول سلمية لعملية الاختطاف.
في أحيان كثيرة ردة الفعل المناسبة تتوقف على أسباب وأغراض الاختطاف التي تتراوح في أن يكون هدف الخاطفين ما بين مهمة انتحارية لاستخدام الطائرة نفسها على أنها قنبلة، أو اتخاذ الرهائن لكسب الدعاية لحركة سياسية، أو قد تكون رغبة بسيطة للهروب إلى بلد آخر.
لكن علينا دائماً أن نتذكر بأن الخاطفين سوف تكون لديهم عصبية كبيرة وللغاية وربما يكونوا خائفين أكثر مما نتوقع، على الرغم من أنهم قد يوضحوا بأنهم هادئين ومسيطرين على أعصابهم. لذلك لا يمكن الوثوق بأنهم قد يتصرفوا بشكل معقول أو بعقلانية. الخوف في هذه الحالات قد يؤدي إلى كارثة، فخطوة أو حركة خاطئة من قبل أي راكب أو خاطف يمكن بسهولة بدء موجة عنف دفاعية.
رغبة في التوصل لحلول سلمية لحالات الخطف يجب اتباع هذه الإرشادات والخطوات وأولها التزام الهدوء وتشجيع الآخرين من حولنا بفعل الشيء نفسه. كما يجب عدم تحدي الخاطفين جسدياً أو لفظياً، والامتثال لتعليماتهم.
وفي حال حدوث إطلاق نار، يجب خفض رؤوسنا للأسفل أو الانبطاح بسرعة على الأرض. في حالات كثيرة قد يقوم الخاطفون عند الاستيلاء على الطائرات بفصل الركاب بناءً على الجنس أو العرق أو الجنسيات أو ما شابه ذلك .
وقد يتم تحويل اتجاه الطائرة إلى بلد آخر غير بلد الهبوط أو الإقلاع رغبة على سبيل المثال للتزود بالوقود أو دخول الخاطفين في مرحلة تفاوض قد تستمر إلى أجل غير مسمى. و قد يضطر الطاقم لتطير الطائرة إلى وجهة مختلفة. خلال هذه المراحل قد يتم استخدام الركاب كأداة للمساومة في المفاوضات بحيث تكون حياتهم مهددة.
كما علينا العلم بأن قد لا يكشف جميع الخاطفين عن أنفسهم في نفس الوقت، حيث تكون هناك عادةً سناريوهات يتبعها الخاطفون لتحقيق أهدافهم ومأربهم بأساليب وطرق مختلفة. أما إذا تم استجوابنا علينا أن تكون إجاباتنا قصيرة ومحدودة وعدم التطرق للمواضيع السياسية، والتقليل من أهمية وظائفنا، وإعطاء أسباب حميدة للسفر. كما يجب عدم محاولة إخفاء جوازات سفرنا أو ممتلكاتنا. يفضل أيضاً عدم تأكيد العسكريين على وظائفهم العسكرية إلا إذا تمت مواجهة مباشرة ولا مجال لإخفاء ذلك.
من الأفضل استخدام أوقاتنا بحكمة وفائدة من خلال مراقبة خصائص وسلوك الخاطفين، ونعلق عقليا ألقاب لكل واحد ونلاحظ ملابسهم، وملامح وجوههم وأشكالهم، حيث يجب حفظ هذه المعلومات عن ظهر قلب، بحيث يمكن الإبلاغ عن ذلك بعد إطلاق سراحنا. المرحلة الأخيرة من عملية الاختطاف هو القرار، إما عن طريق تدخل فريق انقاذ الرهائن أو من خلال التفاوض مع الخاطفين.
في الحالة الأخيرة، قد يقوم الخاطفون بالاستسلام إلى السلطات أو التخلي عن الطائرة والطاقم والركاب. في حالة وجود عملية الإنقاذ، قد تكون مشابهة نوعاً ما لسيطرة الخاطفين على الطائرة في بداية الأمر، بحيث تكون هناك صخب وفوضوية، وربما إطلاق نار رغبة في الإنقاذ وإعادة السيطرة على الطائرة. عادة يكون إنهاء أي حادث اختطاف متوتر للغاية، لذلك من الضروري أن نلتزم الهدوء والخروج بسرعة من البوابات المخصصة ووضع أيادينا في الهواء أو خلف الرأس، حيث أن أي تحركات مفاجئة أو اتخاذ أي إجراء خاطئ قد يكون مكلفاً وقد يكون جزء من مخطط مختطفي الطائرة.
عند سماع طلقات نارية داخل أو خارج الطائرة، علينا وعلى الفور وضع رؤوسنا للأسفل أو الانبطاح على الأرض. في حالة ظهور علامات حريق أو دخان، يجب فتح مخارج الطوارئ والخروج من خلال البوابات المطلة على أجنحة الطائرة، .
وفي حالة عدم وجود أي إرشادات علينا أن نتحرك بأسرع وقت ممكن بعيداً عن الطائرة. وأخيراً السلامة للجميع.