أهلاً رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذا شهر الاقتصاد والتجارة لكن مع الله ، فهناك تجارة تنتهي عند باب قبرك في الدنيا، وهناك تجارة تبقى معاك حتى تلقى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في يوم الميعاد المعلوم.

شهر رمضان تفتح أبواب السماء وتصفد الشياطين، و فيه عمل لا يدرك الملائكة ما يكافئ به الرب العبد من الحسنات، وجعل لأهل هذا العمل باب خاص اسمه الريان ، وجعل الله صاحب هذا العمل في رحاب الله. هذا هو شهر الصيام والبركات والصالحات، هذا شهر الصيام فأهلا رمضان .

رمضان مهرجان اقتصادي لمكارم الأخلاق وعبادة الخَلاق ، و تسابق العُبَّاد ، و توبة البِعاد ، و أنوار الصلاح ، و طريق الفلاح ، و همة أهل النجاح. فلا يكون بعيدا إلا شقي اختار أن لا يدخل رحاب الرحمن الرحيم.

سبحان الخالق القدوس الذي هو في غنى عن عبادة ولا يحتاج أحداً ولا تنفعه حسناتنا ولا تضره سيئاتنا، فهو الخالق قبل الخلق والواحد قبل العد و الواجد بلا وجود هو أحق من عبد سبحانه لا تقال إلا له يا الله. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمِع بجنّته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قَنَطَ من جنّته أحد ".

قال وَهَب بن مُنَبّه: إن لله عزّ وجلّ ثمانية عشر ألف عالَم؛ الدنيا عالَم منها. وقال أبو سعيد الخُدْرِي: إن لله أربعين ألف عالَم؛ الدنيا مِن شرقها إلى غربها عالَمٌ واحد. وقال مقاتل: العالمُون ثمانون ألف عالَم، أربعون ألف عالَم في البر، وأربعون ألف عالم في البحر. وروى الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: الجنّ عالم، والإنس عالَم؛ وسوى ذلك للأرض أربع زوايا في كل زاوية ألف وخمسمائة عالَم، خلقهم لعبادته.

بعد الكلام عن عظمة الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نذكر كيف كان يستقبل الرسول صلى الله عليه وسلم شهر الخيرات، عن ابن عباس قال ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.

وجاء في سنة الاعتكاف بالمساجد وليلة القدر عن أبي سعيد الخدري ( قال اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر الأول من رمضان واعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فاعتكف العشر الأوسط فاعتكفنا معه فأتاه جبريل فقال إن الذي تطلب أمامك فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا صبيحة عشرين من رمضان فقال من كان اعتكف مع النبي صلى الله عليه وسلم فليرجع فإني أريت ليلة القدر وإني نسيتها وإنها في العشر الأواخر في وتر وإني رأيت كأني أسجد في طين وماء وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئا فجاءت قزعة فأمطرنا فصلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرنبته تصديق رؤياه).

هذا مهرجان رمضان للحسنات وأيضاً يصاحبه مهرجان اقتصادي، من إقبال كبير على المواد الغذائية. فهناك عادات غذائية تصل في بعض الدول العربية إلى مليارات الدراهم مثل مصر ودول الشام. ويصاب المجتمع بتخمة استهلاكية مثل موائد الخير وفطرة العيد التي تجعل الإقبال كبيراً على سلعة البلاد الرئيسة كانت قمحاً أو أرزاً. وقالت بعض الدراسات إن استهلاك الأسر يزيد في رمضان للضعف وهي عادات استهلاكية سيئة مع أن شهر رمضان عمليًا يجب أن يكون أقل استهلاكًا بحكم أن ثلاثة أرباع يومنا صيام، وقال بعض الاقتصاديين إن هناك زيادة تصل إلى ٢٠٪ أو أكثر للسلع الاستهلاكية بشكل عام.

وقد أخبرني أحد كبار مديري التسويق لإحدى الشركات العالمية المنتجة للمشروب الأكثر انتشارا في الخليج ، قال ما تحققه الشركة من المبيعات في رمضان يغطي أرباح السنة كاملة لهذا المنتج. وأيضاً الإقبال في أيام العيد على إنتاجها من الحلويات يرتفع إلى أكثر من ٥٠٪ مقابلة مع غير شهر رمضان وأيام السنة.

Email