إنهم لا يفهمون.. نحن أقوياء ومثابرون

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعدما وقف ذلك القائد القوي المثابر متحدياً العالم في ذروة الأزمة المالية العالمية، وقال "نحن أقوياء ومثابرون"، فها هو أثبت لهم اليوم أنه يعني ما يقول، رغم أنه أثبت ذلك مراراً، وعندما وصف البعض بأنهم "لا يفهمون"، فها هو يثبت لهم اليوم أنهم فعلاً لا يفهمون.. فمدرسة الإمارات مفتوحة لهم للتعلم منها، ومدرسة محمد بن راشد كذلك، ويمكنهم التعلم منها حتى في موسم الصيف، فلا إجازات صيفية في مدرسة محمد بن راشد.

فبعد مضي سنوات قليلة تكفي لعدها أصابع اليد الواحدة، ولا تعد هذه السنوات إلا سويعات قليلة في لغة الاستراتيجيات طويلة المدى للدول، وبفضل الله ومنّته، ها هو القائد القوي المثابر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يعلن أن دبي تجاوزت الأزمة المالية العالمية ولم تعد متأثرة بها، وأن ذلك أصبح من الماضي، في حضور ممثلي وسائل الإعلام العالمية، وذلك ما يتجلى في الأداء الاقتصادي لدبي، المستمرة في الإعلان عن مشاريعها الاستراتيجية النوعية، مشروعاً تلو الآخر تحت أنظار العالم.

فحين عصفت الأزمة المالية بـ"العالم" تكالب ذلك "العالم" على دبي، وأخذ ينهش من لحمها دون علم ولا إدراك، وكلّ أصبح يُنظِّر ويستشرف المستقبل، بل هناك من تجاوز تلك المرحلة واعتبر "دبي المستقبل" لم تكن إلا حلماً بات في حكم الماضي وأعادها إلى "أيام الغوص"، أما إذا سألت هؤلاء في حينه - عن الأرقام والمؤشرات التي تدعم ما يقولون، فقد كانت الردود تعكس هشاشة ادعاءاتهم، فيرد عليك أحدهم بأنه تم العثور على عدة مركبات لآسيويين تم تركها في مواقف مطار دبي وغادر أصحابها! وبتناقل مثل هذه الأخبار وتضخيمها عند كل نقلة، جعلوا منها ظاهرة اقتصادية..

 أما الآخر فيرد عليك بأن وتيرة الازدحام انخفضت في شوارع دبي.. متناسياً مشاريع الطرق والبنى التحتية ومترو دبي الذي انطلق في تلك الفترة! فضحالة فكر هؤلاء أو ما تمليه عليهم توجهاتهم وأهدافهم التي يسعون إليها، جعلت منهم "فقاعات الصابون" التي وصفوا بها دبي.

أثبتت تلك السنوات أو السويعات، أن القائد المحنك محمد بن راشد عندما يتحدث فهو يتحدث عن فهم عميق ومعرفة وخبرة، قد تستعصي على خبراء ومحرري الفضائيات وأقلام الصحف ومن هم خلف ميكروفونات الإذاعات مجتمعين، بل نضيف إليهم من يتبعهم ممن تكفي لإقناعه عدة جمل منمقة ومفردات علمية.. أثبت محمد بن راشد أنه عندما يتحدث فإنه يتحدث من منطلق رؤية ثاقبة ومنظور استراتيجي يستعصي على هؤلاء فهمه، ولا نلومهم على عدم الفهم، فقد يكون الموقف أكبر من مستوى استيعابهم، ولكن نلومهم على التحدث في ما لا تسعفهم قدراتهم على استيعابه.

دبي تجاوزت آثار الأزمة المالية العالمية، دون تسريح أي موظف من حكومتها أو تخفيض راتبه أو حتى تأخيره ليوم واحد.. نعم دبي تأثرت بالأزمة المالية، ولكن ليس كما ادعى عليها من ادعى، بل خرجت منها بفضل من الله ثم القيادة الحكيمة لمحمد بن راشد، بمكتسبات كثيرة أهمها ترسيخ سمعتها وتعزيز الثقة بها، وتأكيد إمكانياتها النموذجية على إدارة الأزمات والمخاطر بعد اجتيازها الاختبار القاسي في فترة قياسية.

ولم تكتفِ دبي بعد هذا الاختبار بالاستقرار، بل استمرت في إبهار العالم بكل ما هو جديد وما ينبئ بمستقبل يليق باسم دبي، بينما لا يزال العديد من الدول وكبريات اقتصادات العالم لم تنهض حتى اليوم من كابوس الأزمة.

الموضوع لا يحتاج إلى إطالة، فقد تحدث محمد بن راشد يوماً وتحدث بعده الواقع كالعادة، وأثبت أننا مثابرون وأنهم لم يكونوا يفهمون.. ولكن بعد الدرس المجاني الذي قدمه لهم محمد بن راشد، جدير بهم أن يكونوا أكثر خبرة ومعرفة في التعامل مع "دبي".

Email