المرأة الإماراتية أيقونة التميّز

ت + ت - الحجم الطبيعي

حضر عدد من الأوروبيين والإخوة العرب أمسيتي الشعرية في مدينة "لاهاي" في هولندا، والتي جاءت ضمن فعاليات الدورة الثالثة لـ "مهرجان المرأة العربية السينمائي"، التي نظّمها "البيت العربي للفنون" مؤخراً، بمناسبة احتفالات "يوم المرأة العالمي". وبحضور سعادة عبد الله حمدان النقبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مملكة هولندا، وركزّت على مكانة المرأة في الإمارات.

وفي معرض ردّي على أسئلة بعض حضور الندوة، قلت: إن المرأة الإماراتية تحظى باهتمام كبير من قيادة البلاد الرشيدة، ومن مختلف المؤسسات والهيئات الرسمية والشعبية والخاصة، باعتبارها جزءاً أصيلاً من عملية التنمية الشاملة والمستدامة التي تسعى الدولة إلى تحقيقها، في سبيل رفعة إنسان الوطن وتقدمه ونمائه، حيث يشكل هذا الإنسان الثروة الحقيقية، والمحور الأساسي الذي تدور حوله عملية البناء والتنمية.

فقد عملت المرأة الإماراتية على تعزيز موقعها على أرض التميز والإبداع، من خلال ما حققته من منجزات كبيرة ومكتسبات عظيمة على مختلف الصُعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية... إلخ.

وهو الأمر الذي رسّخ مكانتها كعضو فاعل في المجتمع الإماراتي، جنباً إلى جنب مع الرجل، وأصبحت في فترة وجيزة جداً من عمر الدولة، أيقونة في سماء التميز والريادة والعمل النسوي، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

فمنذ قيام اتحاد دولة الإمارات، عمل المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على دعم المرأة الإماراتية بشتى الوسائل والإمكانات، حيث أمر بتأسيس "جمعية نهضة المرأة الظبيانية" عام 1973، ثم "الاتحاد النسائي العام" عام 1975، والذي وحّد صوت المرأة في الإمارات، وجعل لها مظلة رسمية، تجمع كل المؤسسات المعنية بالمرأة تحت سقف واحد، وأسند هذه المهمة لـ "أم الإمارات" سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، حفظها الله، التي استلهمت فكر "زايد الخير"، وقادت مسيرة عمل المرأة الإماراتية صوب دروب التميز والفخر والعزة والارتقاء..

ليس هذا فحسب، بل تعدّت مسيرة سموها في مجال خدمة المرأة، لتصل إلى المرأة العربية، والتي كانت لسموها إسهامات كبيرة في تعزيز حضورها، وترسيخ مكانتها في مختلف المجتمعات العربية والدولية، سواء من خلال تقديم الدعم المادي لهذه المؤسسة أو تلك، أو من خلال متابعتها الحثيثة لمختلف الفعاليات التي تخص المرأة في الوطن العربي.

وعلى هذا النهج الأصيل، واصلت المرأة الإماراتية رحلة العطاء، ثم جاءت "مرحلة التمكين" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لتكون دافعاً قوياً لابنة الإمارات نحو مواصلة هذه الرحلة.

فقد حصلت المرأة في هذه المرحلة على كامل حقوقها السياسية والمدنية والقانونية والاجتماعية... نعم، لقد قدمت دولة الإمارات ـ كما تقول الدكتورة فاطمة الصايغ ـ للمرأة الإماراتية برنامجاً - قانونياً - مدنياً سياسياً اقتصادياً - اجتماعياً شاملاً، أي أن كل ما تمنّته المرأة الإماراتية قد تمّت تلبيته.. كيف لا وهي "الأم المدرَسة التي إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق".

لقد تبوأت المرأة الإماراتية في ظل القيادة الرشيدة للدولة، مناصب سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة، فهي الوزيرة، وعضوة المجلس الوطني الاتحادي، والسفيرة، والدبلوماسية، والقاضية، والطبيبة، والمدرّسة والعاملة، والعسكرية، والشرطية، وغيرها من الوظائف المشرّفة التي حصلت عليها المرأة، فكانت على قدر المسؤولية التي أوكلت إليها.

وتظهر إحدى الإحصاءات في هذا الخصوص، أن لدينا في الإمارات أربع وزيرات، و22 % من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي من النساء، وهناك أربع سفيرات و10 % دبلوماسيات، و32 % من القوى العاملة الوطنية، وأكثر من 50 % من موظفي الحكومة من النساء، و65 % يعملن في قطاع الصحة العامة، و80 % يعملن في قطاع التعليم العام، وألف امرأة في قطاع الأمن، و350 امرأة في قطاع الطيران المدني، و150 في مجال القانون والعدالة، و14 ألف امرأة مسجلة كسيدة أعمال، و52 % من طلبة المدارس الثانوية من الإناث، و61 % من الطلبة في التعليم العالي فتيات.

إننا في هذه العجالة، ومن خلال إبرازنا للدور الكبير الذي لعبته المرأة في تسيير عملية التنمية في الدولة، وفي هذا المقام، نتقدم بتحية إكبار وإعزاز وإجلال للمرأة الإماراتية، على كل ما قدمته من منجزات، وما حصلت عليه من مكتسبات، رغم التحديات التي تواجهها، كونها عاملة وربة بيت في الوقت ذاته.. هذه المنجزات والمكتسبات، أسهمت بشكل أو بآخر في تنمية الدولة وتطورها.

ونحن في ظل هذه المسيرة المظفرة لابنة الإمارات، ندعوها إلى مواصلة هذا الدور الريادي الأصيل، وننتظر منها المزيد، في الوقت الذي نقول فيه لبعض المسؤولين: "رفقاً بالقوارير".

Email