الزلازل بين الساعة والاقتصاد

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال شيخ المفسرين القرطبي في سورة الزلزلة عند قوله تعالى { إِذَا زُلْزِلَتِ لأَرْضُ زِلْزَالَهَا }، أي حرّكت من أصلها.

كذا رَوى عِكرْمة عن ابن عباس، وكان يقول: في النفخة الأولى يزلزلها ـ وقاله مجاهد ـ لقوله تعالى: { يَوْمَ تَرْجُفُ لرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا لرَّادِفَةُ } [النازعات: 6 ـ 7] ثم تزلزل ثانية، فتُخرج موتاها وهي الأثقال.

وقال مجاهد: الراجفة الزلزلة { تَتْبَعُهَا لرَّادِفَةُ } الصيْحة. وجاء في سورة المزمل عند قوله تعالى: { يَوْمَ تَرْجُفُ لأَرْضُ وَلْجِبَالُ } أي تتحرّك وتضطرب بمن عليها.

ونتصب «يوم» على الظرف أي ينكل بهم ويعذّبون { يَوْمَ تَرْجُفُ لأَرْضُ }. وقيل: بنزع الخافض، يعني هذه العقوبة في يوم ترجف الأرض والجبال.

{ وَكَانَتِ لْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً }، والكثيب الرمل المجتمع ـ وقال بن عباس: «مَهِيلاً» أي رملاً سائلاً متناثراً.

وروى شيخ المحدثين البخاري في صحيحه، باب ما قيل في الزلازل والآيات، عن أبي هريرة (قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج، وهو القتل القتل، حتى يكثر فيكم المال فيفيض).

 وعن ابن عمر قال: (اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قال: قالوا وفي نجدنا، قال: قال اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قال: قالوا وفي نجدنا، قال: قال هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان)، فمن تأمل هذا الأحاديث، يجد الكثير منها قد وقع، وأننا أقرب ما نكون في علامات آخر الزمان.

أما تأثير الزلازل اقتصادياً فهو عظيم جداً، يكاد يصل إلى شلل في الحركة الاقتصادية في بلد ما، كما حدث مؤخراً مع اليابان، وأذكر قصة لصديق كان يريد شراء سيارة يابانية، فأخبروه أن هناك عدداً محدوداً جداً، لأن الإنتاج معلق بسبب الكوارث الطبيعية.

أخيراً، قد وقفت على إحصائية لتصنيف الزلازل حسب قوتها وتأثيرها، وأيضاً عدد حدوثها تقول، 3-3.9 (صغير) يشعر به البشر، وقلما يسبب ضرراً، ويحدث 49000 مرة بالعالم 4-4.9 (خفيف)، يحرك الأشياء ويسمع له صوت، لكن لا يسبب ضرراً، ويحدث 6200 مرة كل عام 5-5.9 (معتدل)، المباني الضعيفة قد تضرر، ويحدث 800 مرة كل عام 6-6.9 (قوي)، يمكن أن يسبب أضراراً كبيرة، ويحدث 120 مرة كل عام 7-7.9 (كبير)، أضرار على مساحة كبيرة، ويحدث 18 مرة كل عام 8-8.9 (عظيم)، وأضرار كبيرة بمئات الأميال، يحدث مرة كل عام 9-9.9 (نادر)، يسبب أضراراً حتى آلاف الأميال، يحدث مرة كل عشرين سنة 10- فوق (خارق)، لم يحدث إلى الآن، وغير معروف تأثيره.

Email