7x7

أين المؤسسات والشركات الإسلامية؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نفكر في إطلاق مبادرة دبي مركز الاقتصاد الإسلامي، نفكر أنه لابد أن تكون هذه المبادرة متميزة وليست تقليدا لما سبقها من مبادرات في العالم الإسلامي. حيث نجد في منظومة الاقتصاد الإسلامي هناك مواضيع قتلت بحثا وطرحا وموجودة بشكل واسع في العالم كله وليس الإسلامي فقط.

فعندما نتكلم عن الاقتصاد الاسلامي أول ما يخطر في فكر الناس البنوك ثم التأمين ومؤخراً الصكوك. هذه المواضيع التي تم التأسيس لها مسبقا ومطروحة في أسواق وتعاملات على أرض الواقع لا تحتاج غير توفيقات وتعديلات بسيطة.

أما الطموح الحقيقي من هذه المبادرة في رأيي هو توسيع رقعة هذا الاقتصاد ليدخل المجالات الحقيقية للأشخاص في حياتهم اليومية، وذلك بقاعدة أوسع تصل لتغطي الشرائح والقطاعات المختلفة منها وأهمها الشركات أو المؤسسة أو الوحدة الاقتصادية التي تجعل من السوق بكاملة داخل الاقتصاد الإسلامي.

نفتقر اليوم إلى وجود آليات مبدئية ونظام مثل الذي عند البنوك التي تنظم عملياتها وهيكلها ليكون مرشدا لهذه الشركات لتنضم لهذا الاقتصاد الإسلامي . فماذا عن الشركات والأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة التي لها الحق أيضاً أن تكون ضمن هذا النظام، فمن الذي يرشدهم و يعلمهم و يهيكل حساباتهم، فالكثير منهم يتمنون وجود جهة مختصة تساعدهم وترشدهم لمثل هذا العمل.

أما بالحديث عن هذه الشركات المتوسطة والصغيرة، يجب الأخذ بالاعتبار أن الكثير منها يفتقر إلى الخبرة المحاسبية الإسلامية وحتى التقليدية إلى حد ما، فلن تجد هناك الرواتب الكبيرة لجذب الكفاءات والمتخصصين في الإدارات المختلفة كما هو الحال في الشركات الكبيرة. ما يجعل جذب هذا القطاع في حد ذاته له بعض المعوقات التي تحتاج أخذها في عين الاعتبار لكنه قطاع كبير ومحرك لا يجب أن نغفل عنه.

نحتاج في هذه المبادرة أن نغتنم أن دبي لها مقومات صناعة الصيرفة العالمية، وهذا ما يجعل الموضوع أكثر واقعيا وتمكينا بأن نجتذب الاقتصاد الاسلامي وعملية نضوجه الاداري في دبي. فهذا القطاع الاقتصادي الواعد سيكون عليه إقبال كبير خاصة من الشرائح التي لم تستهدف بعد مثل شريحة المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة لتنضم إلى ركب الاقتصاد الإسلامي.

وكما قال المتنبي في قصيدته المشهورة:

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ

وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ

وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها

وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

Email