البرامج الأكاديمية وسوق العمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلما سألت مسؤولاً في مؤسسة أكاديمية عن البرامج الدراسية في مؤسسته، فإن أول اجابة حاضرة دائما "برامجنا الاكاديمية متوافقة مع متطلبات سوق العمل وتلبي احتياجاته من الكوادر المواطنة المتخصصة والمؤهلة". هذا الكلام الجميل لو أسقطناه على تقرير هيئة المعرفة والتنمية البشرية عن واقع التعليم العالي في دبي 2012 الذي أعلنته أخيرا نجد أنه غير منطقي وفقا للإحصائيات التي يتضمنها.

تشير الأرقام في التقرير إلى أن 42 % من اجمالي الطلبة الذين يدرسون في 53 مؤسسة تعليم عال في دبي، يدرسون تخصص إدارة الأعمال وأن 61 % من الخريجين الاماراتيين في العام الدراسي الماضي هم في تخصص ادارة الاعمال، بينما على سبيل المثال لا الحصر تبلغ نسبة الطلبة الدارسين في تخصصات العلوم الطبية والصحية 2 % وفي التربية 1 % وفي العلوم الطبيعية والفيزيائية 1 % والسياحة والضيافة 1 % الهندسة المعمارية والانشائية 3 %.

التفاوت الكبير في نسب اقبال الطلبة على التخصصات الدراسية يظهر إشكالية تكدس عدد الخريجين المواطنين في تخصصات معينة وغيابهم في تخصصات أخرى، وهذا يقودنا إلى السؤال عن مدى جدوى التخطيط لدى الجهات القائمة على التعليم، وكيفية توجيه المواطنين لدراسة تخصصات تتوافق مع خطة الحكومة الاستراتيجية، وهل يحتاج سوق العمل إلى هذا الكم الكبير من خريجي ادارة الاعمال؟ وماذا عن التخصصات الأخرى؟.

Email