مولد الرسول اقتصادياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذا اليوم الذي شهد تغيرات كونية تبعته بطبيعة الحال التغيرات الاقتصادية. فهذا كان مولد سيد ولد آدم و بيده لواء الحمد يوم العرض، وهو خاتم الأديان وصاحب تشريعات الاقتصاد الاسلامي الذي نعيشه اليوم.

جاء في تفسير القرطبي؛ لما تُوفِّيت سارة تزوّج إبراهيم عليه السلام قنطوراً بنت يقطن الكنعانيّة، فولدت له مدين ومداين ونهشان وزمران ونشيق وشيوخ؛ ثم توفيّ عليه السلام. وكان بين وفاته وبين مولد النبيّ صلى الله عليه وسلّم نحو من ألفي سنة وستمائة سنة؛ واليهود ينقصون من ذلك نحواً من أربعمائة سنة.

اما قصة المولد الشريف المعروفة فقد كان هناك ظواهر كونية لها تبعات اقتصادية بطبيعة الحال، فتساقطت الأصنام في الكعبة فكانت بداية نهاية هذه التجارة الرائجة، وانكسر إيوان كسرى وسقطت أربع عشرة شرفة منه فكانت إشارات انتهاء الدور الاقتصادي والديني لهذه الدول العظمى، وانخمدت نار فارس التي كانت تعبد فكانت نهاية اقتصادية لهذه المعابد فلن يكون عليها طلب ولا حاجة، وجفت بحيرة ساوة وطبعا هذا اقتصاد الماء هو عصب كل الاقتصادات الذي بدونه لا اقتصاد زراعي و لا صناعي ولا رقمي.

وجاء في كتاب السيرة الحلبية بعد اقتصادي للبركة جميل، لسيدنا رسول الله مع جده عبد المطلب.

فقد قحطت جزيرة العرب فجاء وفد قيس ومضر يطلبون من عبد المطلب ان يدعوا لهم كما دعا لمكة فأمطرهم الله، فقال عبد المطلب: سمعاً وطاعة، موعدكم غداً عرفات، ثم أصبح غادياً إليها وخرج معه الناس وولده ومعه رسول الله ، فنصب لعبد المطلب كرسي فجلس عليه وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوضعه في حجره ثم قام عبد المطلب ورفع يديه، ثم قال: اللهم رب البرق الخاطف، والرعد القاصف، رب الأرباب، وملين الصعاب، هذه قيس ومضر، من خير البشر، قد شعثت رؤوسها، وحدبت ظهورها تشكو إليك شدة الهزال وذهاب النفوس والأموال.

اللهم فأتح لهم سحاباً خوارة وسماء خرارة لتضحك أرضهم ويزول ضرهم، فما استتم كلامه حتى نشأت سحابة دكناء لها دويّ وقصدت نحو عبد المطلب، ثم قصدت نحو بلادهم، فقال عبد المطلب: يا معشر قيس ومضر انصرفوا فقد سقيتم فرجعوا وقد سقوا.

 

اما اليوم نجد مظاهر الاحتفال بالمولد الشريف اصبح له أبعاد اقتصادية، من عادات استهلاكية فتجد إنتاج أطنان الحلوى في دول مثل مصر والشام والمغرب، وتشهد رواج السياحة في بعض هذه المدن حيث يعد من المواسم المميزة.

 

Email