دبي مركز الاقتصاد الإسلامي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاقتصاد الاسلامي هو في رأيي افضل أنواع النظم الاقتصادية، التي كانت موجودة في العالم والآن ترجع بقوة وبأبعادها الثلاثة، البعد الاول على الاسلام حيث كانت سببا في الدعوة إلى الله وبها دخلت قارات في الاسلام بالتجارة. البعد الثاني آليته التي جعلت غير المسلمين يعتنقون آلياته ونظامه فهو وسطي بشكل لا يقدم أحدا على الآخر ويعطي كل ذي حق حقه.

اما البعد الثالث وهذا يخص المسلمين وهو انه يمتد أثره إلى ما بعد هذه الحياة بدار الآخرة ويخص إيمانهم بالحلال والحرام، والجنة والنار، والحسنات والسيئات.

تناولت الأبعاد الثلاثة في مقالات سابقة عن الاقتصاد الاسلامي، تشرح هذه المقدمة بالتفصيل تجدونها في موقعي الالكتروني، حيث تم تأصيل هذه المسألة من الفكرة الى الجوهر: هل يوجد اقتصاد إسلامي؟ تاريخ مهنة المحاسبة والمراجعة في الاسلام، البنوك الإسلامية، تاريخ النقود الاسلامي والرأسمالي، مثلث الموت، رمضان والزكاة، بين الصكوك والسندات الإسلامية، جوهر الاقتصاد الاسلامي.

هذا الاسبوع دعينا الى قصر البحر للإعلان عن مبادرة "دبي مركز الاقتصاد الاسلامي"، وكانت هذه أجمل وأعظم المبادرات التي تفرح القلب وتجعل البعض يستغرب.

فأقول ليس هناك محل للاستغراب حيث لا يمكن للدول او المدن غير الاقتصادية إطلاق مثل هذه المبادرات بسبب أنها لا بد من ان يكون لها بعد اقتصادي عالمي مؤثر من ثم يمكنك إطلاق مبادرات مؤثرة. فنجد مثلا عندما أطلقت دبي المركز المالي العالمي كان هناك في الخليج وغيره من أطلق نفس المبادرة، لكن لم يحالفهم النجاح بسبب غياب العمق الاقتصادي لبعض هذه الدول.

 لكن السؤال ما هو الذي يجب ان نستثمره في مثل هذه المبادرة؟ رخص إسلامية للشركات، او اعتمادات حكومية بمنظور إسلامي، هل دعم الأسس والآيات للاقتصاد الاسلامي سيكون ضمن المحاور المطروحة، هل سيتم إنشاء مقر للمعايير الإسلامية مثل التي بالبحرين، هل هناك سيكون منطقة حرة للاقتصاد الاسلامي تعمل على الاستقطاب العالمي للمؤسسات. أتمنى ان تشهد دبي صناعة الاقتصاد الاسلامي، لان كل المقومات متوفرة لتؤدي هذا الدور الاقتصادي بقبول عالمي ودولي.

ختاما كل أنواع الاقتصادات والانجازات التي نعرفها ينتهي نفعها هنا في الدنيا عدا الاقتصاد الاسلامي، فهو معك في الدنيا وفي الآخرة لانها تجارة مع الحي الذي لا يموت الله جل جلاله فكل الشكر لصاحب المبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وتحية للذين قاموا على هذا العمل.

Email