7x7

فهرس الكُتَّاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

اقتصاد الأفكار هو ما يتم طرحه على العقول من أفكار الغير، ليجد قبولا عند أطراف وعقول مختلفة ومتعددة. يعني يمكننا القول هي بضاعة العقل من كتاب ومقال وشعر.. وهذه عملية العرض، وأما الطلب فهو عملية شراء هذه الكتب أو الاقتناع بهذه الأفكار أو استحسانها.

الدراسات الدولية لمعدلات القراءة في العالم أشارت إلى أن معدل قراءة المواطن العربي سنويا ربع صفحة، بينما معدل قراءة الأمريكي 11 كتابا، والبريطاني 7 كتب في العام. وتبلغ مبيعات الكتب إجمالاً في كل أنحاء العالم 88 مليار دولار 1% فقط نصيب العالم العربي.

أما في رأيي الكُتَّاب أنواع فكاتب يصنع الأفكار، وكاتب تصنعه الأفكار، وتجد كاتب الظل الذي يركض خلف الأحداث. وهناك كاتب الأدب، وهناك كاتب قلة الأدب، وهناك كاتب لحظ لنفسه، وهناك كاتب مخلص لربه وهذا أعظمهم لأنه طبع على قلمه وقف لله.

أذكر قصة للعلامة المواردي الشافعي، الذي كتب العديد من المصنفات منها أدب الدنيا والدين انصح بقراءته. وقد جاء بترجمته أنه كان يرفض نسخ كتبه في حياته، حتى جاء على فراش الموت فقال لرجل من تلاميذه: إني كتبت هذه المصنفات مخلصاً لله ما استطعت، فعند موتي إن رأيت مني انبساطاً فاعلم أن نيتي كانت خالصة لله فانسخوا كتبي. وإن رأيت مني انقباضاً فاعلم أن نيتي لم تكن خالصة لله فألقها في النهر ولا تنسخوا منها شيئا. قال الرجل: فلما احتضر وضعت يدي في يده، فبسطها، فأظهرت كتبه.

وهذا ابن خلدون الذي انشغل بالسياسة والوزارة والمناصب، فقال له أبوه يا بني لم أردك لهذا إنما أردتك لأمر لا تموت بعده. فقال بعدما خبر الزمان فهمت مراد أبي، فكتب المصنفات وانكب على العلم فكان ما فطن أبوه. فصنف لنا مقدمة ابن خلدون الشهيرة وغيرها، وهكذا ظل ابن خلدون يعيش بيننا إلى اليوم.

أختم بقول أهل العلم؛ لا تقرأ الكتب قبل ان تعرف كاتبها وصلاحه، فإن نية الكاتب تؤثر فيك دون ان تدري. فاقتصاد صناعة الأفكار، والكتابة والقراءة الهادفة معناها يطول، يجب إتقانه وإلا سوف يصاب القارئ بعسر الهضم الفكري. وكما قال الشاعر الذي أحسن وأوجز في هذا الفن قائلاً:

وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

Email