«أبشر» بالتوطين

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه المبادرة تعالج أهم الملفات الإماراتية، وهي مرتبطة بخصوصية اقتصاد الإمارات ومكملة لعملية التنمية المستدامة. ونتمنى أن تصاحبها التشريعات الملزمة لتنفيذ خطة استراتيجية تستهدف المناصب العليا وشرائح معالجة البطالة.

نعم التوطين أحد أهم الملفات الإماراتية ذات الطابع الخاص جداً، حيث لا يوجد دولة لها التركيبة السكانية مثل الإمارات حتى دول الجوار. هذا ما جعل من الإمارات موطناً للعديد من الخبرات والمهارات العالمية، تفضل العيش فيها على مثيلاتها من الدول المستقطبة لمثل هذه الشريحة.

نتيجة لهذه التركيبة والمتطلبات الاقتصادية في السوق الناشئة، وجد المواطن صعوبة في التميز وسط هذا الزخم من الخبرات. ما جعل المواطنين الذين تميزوا خاصة الرعيل الأول من الاتحاد شديد التفوق. إلا أنهم في رأيي لم يقوموا بتجهيز الصفين الثاني والثالث لحدوث عملية التدوير الإداري بين الأجيال.

حتى أذكر قرارا إداريا استراتيجيا من الشيخ محمد بن راشد بضرورة تجهيز الصفين الثاني والثالث في حكومة دبي. طبعا لو كنا نقوم بدورنا لما وجدنا لمثل هذا القرار ضرورة تفرضه، طبعا لا يوجد صح وخطأ في هذا الموضوع وخاصة أن النضوج الإداري لم يكن بالشكل المطلوب لدولة لم يكاد يتجاوز عمرها أربعة عقود. فلم يكن هناك منهج لعملية التوطين له أبعاد اقتصادية وإدارية وقانونية تستوجب العمل بها وفرضها لتكون بمثابة المنظم لسوق العمل.

الحقيقة لا يوجد استدامة لعملية النمو الاقتصادي لأي دولة بدون جيل الشباب من المواطنين، لبقاء عملية الدوران الاقتصادي بين الأجيال. ف

عند الاقتصاديين نظرية إحصائية تقول لعدم انقراض أمة أو دولة أو مجتمع خلال ٢٥ عاما يجب أن تكون نسبة المواليد لا تقل عن ٢.١١ لكل عائلة. وحال نزول هذه النسبة إلى ١.٣ سوف ينقرض المجتمع بكل تأكيد حيث تحتاج هذه النسبة لتدارك المشكلة والتصحيح ما بين ٨٠-١٠٠ عام ولا يوجد نظام اقتصادي يمكنه دعم المجتمع لهذه المدة.

بوجود تحديات اقتصادية طبيعية، أضف عليها التحديات الإدارية والتنموية، والابعاد السياسية، والرواسب الاقتصادية التي ورثها هذا الجيل كحقائق يجب معالجتها.

وجدنا اليوم الضوء الذي لاح في عيد هذا الاتحاد ٤١ "أبشر" الذي جعل عملية التوطين لها نضوج إداري ونظام قانوني. يأخذ عملية التوطين إلى سلم النجاح بطريقة إدارية واقتصادية سليمة ننتظر ممن سيحملون مسؤوليتها الكثير، وبالمقابل علينا شباب الإمارات أن نقول لقيادتنا أنتم أيضاً أبشروا نحن بقدر المسؤولية و كل الشكر والتقدير لكم.

أختم بمقولة إماراتية تقول "اللي ما يدانيك يخرب معانيك" فهذا الجيل تكلم فيه الكثير من المواطنين والمقيمين حتى بنوا رأيا عاما أن المواطن لا يعمل لا يداوم لا يهتم وغير جاهز، وكلمة حق هذا غير صحيح جملة وتفصيلا، بل هناك مواطنون أفضل من خبراء أجانب يحتاجون هم أنفسهم للخبرة وكما قال المثل لو فيه خير ما عافه (ببلده) الطير، ولكن الطيور على أشكالها تقع.

Email