7x7

دورة حياة الرؤساء التنفيذيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

فن الإدارة يمكن تشبيهه بالرسم فهو بين الموهبة والتعلم، إلا ان التعليم لا يفيد بدون موهبة. فتجد أصحاب المواهب القيادية يبدعون ويقدمون للعالم نماذج إدارية تكون بمثابة المدارس الإدارية تدرس في الجامعات.

أما بالحديث عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة ما، فهو أعلى المناصب الإدارية في الهرم الإداري التنفيذي. ويكون مكانه في رأس الهرم بالإدارة العليا، ويوجد ست مدارس إدارية لا يخرج عنها الرئيس التنفيذي هي: الديمقراطي والمركزي واللامركزي والعاطفي والدكتاتوري والمحلل.

عالميا تكون عادة دورة الحياة المهنية للرئيس التنفيذي الناجح خمس سنوات في الشركات التي يديرونها، حيث يكون قد طرح كل ما في جعبته من استراتيجيات وتجديد وتطوير. ثم يبدأ المدير والشركة معا بدخول مرحلة دائرة الارتخاء الإداري التي لا تشهد عادة الكثير من الإنجازات. حيث يوجد اداريا ثلاث دوائر وهي دائرة الارتخاء، ثم دائرة الشد، وأخيرا دائرة الخوف.

الجدير بالذكر معظم التطورات الإدارية والإبداع الإداري، تكون في دائرة الشد الإداري التي يبحث فيها الرئيس التنفيذي عن منطقة الاسترخاء الاداري الجديدة حتى تبدأ استراحة المحارب. هذه المرحلة تشهد العديد من إعادة الهيكلة والتغيرات الإدارية غالبا تكون في الادارة العليا وقليلا في المتوسطة وتقريبا معدومة في الادارة الدنيا.

دورة حياة الرؤساء التنفيذيين المهنية والتغيرات الإدارية التي تتبعها تجعل المؤسسات نشيطة، وتخرجها من حالة الخمول الإداري. كما ان تنقل المسؤولين بين الشركات يعطي أفقا إداريا جديدا، مثل عمل النحلة والأزهار فهي عملية التلقيح الإداري في تلك المؤسسات. إلا أن الإداريين يجدون ان إعادة هيكلة الشركات تحتاج فترة راحة ما بين أربع إلى ست سنوات حتى لا يؤثر سلبا على أداء الشركة والعاملين فيها.

العنصر البشري هو البطارية المحركة لهذه الشركات، التي تدير ترس الاقتصاد مع باقي تروس إدارة الدولة. فيكون الازدهار الاقتصادي ثمرة دوران هذه التروس، وتبقى عجلة الحياة تعمل وكلنا يؤدي دوره ويحصد ثمرة جهده من الاحترام والتقدير. ختاما قال ابن الوردي في لاميته المشهورة، في فن من فنون الإدارة:

في ازديادِ الـــعلمِ إرغـامُ العــدا

وجمالُ العلم إصلاحُ الـعمـلْ

قيـمةُ الإنسـانِ ما يُحــسِـنه

أكثرَ الإنسـانُ منـه أم أقـلْ

فبِـمُكث المــاء يــبقى آسـنا

وسُـرى البدر به البـدرُ اكتمــلْ

Email