7x7

الصفر العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشرق الأوسط هذه التسمية السياسية الجديدة للعالم الإسلامي قديما. هذه الأمة الغنية كانت صاحبة الاكتفاء الذاتي بقديم الزمان، أصبحت اليوم لا تخيط الثياب التي تلبسها ولا تزرع الطعام الذي تأكله ولا تتحكم فيما تملكه من الخيرات.

رغم ما تملكه هذه الأمة من الخيرات ومقومات التقدم، إلا أنها تجد نفسها في آخر القطار الحضاري وبعضها قد سقط من القطار أصلا. طبعا لكل أمور مقدمات وأسباب، اهم المقدمات التقسيم الذي آل اليه الشرق الأوسط على يد الغرب، وجعله دويلات ضعيفة صغيرة مقارنة بقريناتها الغربية، علاوة على زرع فيروس غريب في جسد الأمة جعلها تشتكي السهر والحمى.

 ما جعل المنطقة في حال من التنافس في ما بينها وعدم الاستقرار لعدو صار جارها، فلا ثقل اقتصاديا حقيقيا ولا قوة عسكرية ضاربة ما جعل الشرق الأوسط مكشوفا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا.

أما بالحديث عن المسببات وأهمها يرى الاقتصاديون التالي:

اولا التعليم؛ للأسف لا تجد في أفضل أول مائة جامعة في العالم أي جامعة عربية. ثم نذهب إلى أفضل اول مائتي جامعة على مستوى العالم فلا نجد أيضاً أي جامعة عربية. ثم نذهب إلى أفضل اول ثلاثمائة جامعة على مستوى العالم هناك خبر مفرح ومحزن. أما الخبر المفرح فانه توجد جامعة عربية هي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أما الخبر المحزن فلا يوجد جامعة عربية غيرها في هذه القائمة!

ثانيا البحوث؛ الاستثمار في البحث العلمي الذي يوليه الغرب والدول المتقدمة كل اهتمام. حتى ان بعضها حدد له نسبة من إجمالي الدخل القومي يصل عند بعض الدول المتقدمة المنخفضة النسبة إلى ١٪ وهذا اقل نسبة لدى دول العالم الغربي مثل روسيا. أما دول الشرق الأوسط الغنية فأعلى نسبة وجدت ١٪ يعني عشر أضعاف أقل من اقل دولة في دول العالم المتقدم. مع العلم النسبة التي تظهر بشكل كبير في دول الشرق الأوسط هي الاختراع العربي الشهير "صفر".

ثالثا التطوير؛ يوجد ضعف في سياسة التطوير والنفقة عليها في دول الشرق الأوسط، في المقابل الانشغال بالتسليح العسكري لعدم استقرار المنطقة. يرى الاقتصاديون انه رغم الدخل المميز لدولنا والذي يفوق بعض الدول المتقدمة، لا توجد سياسة تطوير توازي قوة الدخل كما هو الحال للدول المتقدمة.

ختاما عندما نربط المقدمات بالأسباب يسعدني أعرفك إلى حكيم العرب الذي قال مصائب قوم عند قوم فوائد، فرد عليه حكيم الغرب هكذا فرق تسد. حقاً اذا عرف السبب بطل العجب فهل سوف نبقى متعجبين إلى الأبد داخل دائرة الصفر.

Email