رومني ومسيرة السباق الرئاسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

هناك احتمال لأن يؤثر الناخبون الأميركيون سلباً على الانتخابات الرئاسية وربما تتساءل حيال هذه الفكرة:" كيف يمكنك أن تقول شيئاً كهذا بينما الناس في النظام الديمقراطي على صواب على وجه التأكيد؟".

إن ذلك يرجع إلى أنه ليس هناك ما يسمى الذكاء الجمعي، ومن المؤكد أن هناك أفراداً داخل مجتمع بعينه يتصادف أنهم على قدر كبير من المعرفة والألمعية، ولكن الأمر يقتضي عملًا مكثفاً للتغلب على نوعية القصور الذي يجعل الكثير من الأفراد الآخرين في ذلك المجتمع يكتفون بالجلوس والمشاهدة "راقصين مع النجوم"، فالذكاء مرتبط بالمعلومات التي يقتضي استيعابها بصورة مثالية دوراً نشطاً.

لا تسيئوا فهمي، فالناخبون السلبيون لا ينبغي أن يعاملوا على انهم حمقى، فالكثير منهم يعمل بجد ويدفعون ضرائبهم وهم يكتفون بالجلوس أمام شاشات التلفزيون لأن تلك طريقتهم في تهدئة أنفسهم بعد يوم طويل وحافل. والمشكلة هي أن هذه الشريحة المهمة من الناخبين مستنزفة للغاية من حيث الجهد، بحيث لا تقضي وقتاً طويلًا في تحليل تعقيدات السياسات الانتخابية والحقائق الواقعية المتعلقة بما تطرحه أجهزة الإعلام، وهم يتطلعون إلى خلاصات وطرق مختصرة والوصول إلى جوهر العملية بأسرها، لكي يتمكنوا من مواصلة عيش حياتهم. وما كانوا يسمعونه غالباً هو أن المرشح الجمهوري ميت رومني يحب فكرة تقييد النساء بالمعني المهني للكلمة وغير ذلك من الأفكار المماثلة.

لا موضع للشك بأن إعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما ستكون إخفاقا، ولا بد أن يحدث شيء فظيع بشكل خاطئ لكي يقع ذلك ، وهذا "الشيء" يمكن أن يتمثل في أن يفشل رومني في إقناع الناخبين بأن انتخابه سيشكل إخفاقا أقل من البديل، وبناء على نتائج استطلاعات الرأي الراهنة، فإن تلك ليست بالمعركة السهلة بالنسبة لرومني حتى على الرغم من أنها ينبغي اِن تكون كذلك.

وهناك ست طرق يمكن عبرها أن يسير كلا شيء على نحو خاطئ بصورة فظيعة.

1- إذا أعطى أوباما الانطباع بأنه يهتم بالطبقة الوسطى أكثر من رومني وصدقه الناس ولو لمجرد أن لديه "تلك القدرة على تنظيم المجتمع" بشكل يفوق المسؤولين التنفيذيين عن الشركات الكبرى.

2- إذا فشل رومني في أن يوصل بشكل مناسب إلى الناخبين أن كفاءة أوباما المتصورة في الشؤون الخارجية ترجع في المقام الأول إلى القدرات التي يوفرها التعهيد إلى الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي ومتعاقدين منتمين للقطاع الخاص في للبيبا، وإلى عناصر مرتبطة بالقاعدة في سوريا، وإلى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الأمور المتعلقة بالمسؤولية الفعلية، وعلى الأقل فإنه في حالة جورج بوش كان الجميع يدركون كيف تدار الأمور، وما هي المدخلات التي تصل إليها.

3- إذا لم يستطع رومني النجاح في إجبار الناخبين، وبصفة خاصة في الولايات المتأرجحة، على النهوض من مقاعدهم في يوم الانتخابات والذهاب إلى مراكز الاقتراع، وهو عمل يقتضي جهداً أكبر بكثير من مجرد الرد على أسئلة القائمين باستطلاع الرأي عبر مكبر للصوت بينما يقص المرء أظافره. ومن الأسهل بالنسبة لحملة انتخابية أن تحصل على مجموعات من الناس من الذين يتمسكون بسياسات الهوية مقارنة بالقيام بالشيء نفسه بالنسبة للأفراد. والناخبون الجمهوريون يميلون إلى الاندراج في هذه الفئة الأخيرة.

4- إذا لم يستطع رومني تثقيف وإعادة تطهير كل الناس الذين يبدو أنهم يعتقدون أن الحكومة هي الحل أكثر مما تشكل المشكلة، وفي هذه الحالة فإنه يخسرهم لصالح أوباما. وعلى سبيل المثال فإن إجابة أفضل على ما طرحته امرأة في الجمهور في المناظرة الرئاسية الثانية والتي سألت كيف سيتعامل رومني مع عدم المساواة في الأجور بين الرجال والنساء، كانت ستتمثل في القول:" غيري رقم الدولارات في الإخطار الخاص بك"، وقد كان من شأن هذا المقتطف أن يكون أفضل مما طرحه رومني في معرض الإجابة.

5- إذا واصل رومني القول إنه وأوباما بينهما خلافات فلسفية عميقة، غير أن هذه الخلافات يتم جوهريا تقليصها إلى لعبة البنجو الاقتصادية في كل مرة يفصل رومني القول فيها. وفيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية، فإن رومني قد يستفيد من تأثير الهالة على خلفيته في نشاط الأعمال، ولكنه سيستفيد بشكل أكبر إذا كان بمقدوره أن يستخدم عقليته في الوصول بأفكاره إلى المستوى الأميركي العادي.

6- إذا لم يستطع رومني أن يقدم امرأة مهنية واحدة تقدر تجربتها في التعاون معه كند مهني.

7- من الممكن أن اكون قاسيا أكثر مما ينبغي على رومني، ولكن الآن ليس بالوقت المناسب لتقبيل الوجنات في سباق انتخابي صعب.

 

Email