7x7

مظاهر الحج الاقتصادية

ت + ت - الحجم الطبيعي

جمع الله عز وجل بالحج عبادة النفس المفروضة في سائر العبادات مع التقرب إلى الله بالمال. فقد بين الله تبارك وتعالى في أركان الإسلام بداية وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا. وقال أهل العلم إن المديون المعسر سقطت عنه الاستطاعة لعدم وجود المال. وهنا بقوله تعالى: {لِّيَشْهَدُواْ} أي أذّن بالحج يأتوك رجالاً وركباناً ليشهدوا؛ أي ليحضروا.

والشهود الحضور. {مَنَافِعَ لَهُمْ} أي المناسك؛ كعرفات والمَشْعَر الحرام. وقيل المغفرة، وقيل التجارة: وقيل هو عموم؛ أي ليحضروا منافع لهم، أي ما يرضي الله تعالى من أمر الدنيا والآخرة؛ قاله مجاهد وعطاء؛ فإنه يجمع ذلك كله من نسك وتجارة ومغفرة ومنفعة دنيا وأخرى.

نجد القوة الشرائية اقتصادياً مربوطة ببطارية الحجاج الذين يغذون ويقومون بهذه العملية في السوق. من شراء الأساسيات من مسكن ومطعم ومشرب ومركب، إلى الكماليات من هدايا وإقامة قبل وبعد الحج. فتجد في مكة والمدينة يأتي تجار المغرب والشام ومصر وغيرهم منذ القدم ببضاعتهم بصفة الحاج أو المعتمر مع صفة التاجر التي تدر عليه الدخل وتنعش الأسواق بتنوع السلع والبضائع.

أيضاً من مظاهر الانتعاش الاقتصادي الذي يسببه الحج رواج تجارة المواشي خلال أيام الحج، فتجد من لا يذبح طوال العام يقوم بعملية الطلب على هذا النوع من البضائع في العالم كله، ليؤدي إحدى الشعائر التي سنها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام.

ضمن مظاهر العرس الاقتصادي في الحج، مظاهر العيد المصاحبة للحج فتجد المسلمين يقومون بصناعة طلب على الملبوسات والأحذية والذهب. وتظهر خلال فترة العيد الطلب على صناعة الحلويات بشكل كبير فتكون رائجة قبل وخلال فترة العيدين. أيضاً مظاهر مصاحبة للعيد من تبادل العيدية التي تنتهي بدوران الأموال في الأسواق مرة أخرى. وهناك يظهر أيضاً الضغط الكبير على رحلات الطيران إلى الحج أو قضاء فترة الأعياد بالسياحة خارج الأوطان.

ظهرت أيضاً أنواع غير إيجابية من تجارة الحج، فبعض أصحاب الحملات الذين يقومون بتقديم الحج كسلعة، مخرجينه من قالبه الروحي ومبالغين في الأسعار، فظهر الحج السريع! والحج الخمس نجوم! والحج المميز! وحج التوكيل في الأركان! وحج البدل!.

نختم هذا العرس الاقتصادي بكلمات جميلة عن الحج للإمام مالك رحمه الله حيث قال: من لم يستطع الوقوف بعرفة فليقف عند حدود الله الذي عرفه، ومن لم يستطع المبيت بمزدلفة فليبت عزمه على طاعة الله ليقربه ويزلفه، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا ليبلغ به المُنى، ومن لم يستطع الوصول للبيت لأنه مـــنه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إليه من حبل الوريد.

Email