البيت شامخ ومتحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقف في أوقاتٍ كثيرة مستغرباً مشدوهاً مما أراه يحدث في بعض الأحيان، من قبل أولئك الذين يحاولون الاستقواء بالخارج عن طريق المنظمات الدولية والحقوقية، خاصة تلك التي يحوم حولها العديد من علامات الاستفهام والتعجب، وكل ما يخطر في بالك من علامات التشكيك، إذ يعمد البعض إلى مراسلة المنظمات الدولية المختلفة، لحثها على متابعة أوضاع معينة، غالباً ما يتم تزويرها وتشويهها، لتكون صالحة كقضية يمكن الاستناد عليها من قبل هذه المنظمات الحقوقية والإنسانية.. أو مهما كان مسماها.

تقوم بعدها هذه المنظمات وأتباعها بشن العديد من الحملات الشعواء المنظمة والممنهجة تجاه هذا البلد أو غيره، بدعوى حقوق الإنسان تارة، وحرية الرأي والتعبير تارة أخرى، والعديد من الأمور الأخرى المريبة التي تدخل في إطار الابتزاز والتدخل في شؤون الغير دون وجه حق، بينما تؤكد الشواهد والدلالات أن الهدف الأساسي منها، هو فرض أجندات معينة وواقع آخر يتناسب مع أهداف تلك المنظمات التي تسعى على الدوام إلى اختراق الدول، تحت ذرائع مختلفة في المجال الثقافي والاجتماعي والسياسي.. الخ.

 والمضحك المبكي أنها في كثير من الأحيان تتناسى القضايا الإنسانية المُلحّة، بل نجدها تغض الطرف عن سبق إصرار وترصد، عن المذابح والمجازر والعبودية في مناطق كثيرة من العالم.

وتستطيع في بعض الأحيان معرفة هذه الحملات الممنهجة، حين يتدخل في مشكلة معينة أكثر من طرف، من خلال تزامن غريب بين نشاط هذه المنظمات والحملات الأخرى التي يقودها أفراد معروفون بانتمائهم إلى أحزاب أو توجهات معينة، ثم يتضح بعد ذلك أنها تخدم هدفاً واحداً أو مجموعة مختلفة من الأشخاص، يجمع بينهم ما يسمى بتقاطع المصالح المشتركة.

في مثل هذه المواقف أتذكر دائماً قول الشاعر: "بلادي وإن جارت عليّ عزيزة ** وأهلي وإن ضنوا علي كرام"، حيث يقدم الشاعر من خلال هذا البيت أبلغ صورة للوفاء والانتماء، تحت كل الظروف الصعبة التي قد تحدث لأي مواطن في وطنه، ورغم هذا يظل وفياً ممتناً لا يرد الظلم لأهله ووطنه إلا بإحسان.

الأزمات الكبيرة والمشكلات الصغيرة تفتح الجروح، ولكنها في الوقت نفسه تكشف الأقنعة المتسترة وتظهر معادن الرجال..

أثناء الأزمات يظهر واضحاً من يهول المشكلات ويفتعل الأزمات لتبدو عظيمة ذات شأن، رغم أنها قد لا تستدعي ذلك. فالمنطق على الدوام لمن يعرف المنطق، أن هناك سلبيات تحتاج إلى الحكمة والتروي في التعاطي معها لحلها، فليست السلبيات كلها قابلة للحل بين ليلة وضحاها.

إنَّ ارتباط المواطن بوطنه يجب أن يكون ارتباطاً حقيقياً لا زائفاً، ارتباطاً في اليسر والعسر وتحت كل الظروف، ارتباطاً غير قابل للمساومة نهائياً تحت أي ذريعة أو لأي أسباب، فالقلب والجوارح يجب أن تظل معلقةً بحب الله والوطن والولاء لرئيس الدولة وحكام الإمارات.

وهنا يحضرني قول المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: "احذروا يا أبنائي من التيارات المسمومة التي تأتيكم من الخارج ولا تقربوها ولا تعملوا بها، اعملوا ما ترونه مفيداً وصالحاً للوطن، من أجل تحقيق المزيد من النمو والازدهار والتقدم والنهضة للمواطنين والمقيمين".

الأسرة الواحدة مهما كانت صغيرة أو كبيرة، يمكن أن يحدث بين أفرادها اختلاف في وجهات النظر، وقد يعاقب الوالد ابنه، ويعاقب الأخ الأكبر أخاه الأصغر في إطار ما يكفله العرف والقانون، ومع ذلك أجد أنه من الشائن والمعيب أن تطفو خلافات ومشكلات الأسرة الواحدة إلى العلن لتتعدى حدود الأسرة، خاصة عندما يسعى حكماء الأسرة إلى احتواء هذه الأزمة ليل نهار.

يتعين على المواطن أن يطرق كل الأبواب المشروعة والمفتوحة، التي يعرفها المواطن والمقيم، لتوصيل أي شكوى أو مظلمة قد يعاني منها، سواء كانت مظلمة فردية أو جماعية.

فلقد تعودنا أن تستجيب قيادات دولتنا الإمارات الحبيبة، لكل المشكلات والسلبيات التي تصل لها، فتسعى جاهدة لوضع الحلول المناسبة بما يضمن حقوق المواطنين والمقيمين على حد سواء، لتثبت أن المواطن هو الأهم ضمن أولويات القيادة الرشيدة، وأن "البيت متوحد" في الماضي والحاضر.. وسيبقى في المستقبل.

 

Email