مثلث الموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

"مثلث الموت" هو الشكل الذي يتكون من ثلاث أضلاع، والمساحة الناتجة من اتحاد هذه الأضلاع الثلاث الديون والفوائد والتضخم ، والذي يجعلنا ندور في دوامة النظام الاقتصادي الرأس مالي، و ينتهي بنا وبشركاتنا الحال في طريق واحد لا ثاني له هو الإفلاس.

إذن كيف نعيش بدون ديون؟ وكيف لا نفلس؟ وما هو علاج التضخم؟ هناك آيات لها أبعاد اقتصادية عميقة على السلوك الاقتصادي للفرد في الإنفاق، ونقف مع الآية التالية للإجابة على مشكلة الدين والإفلاس.

لمن تعود على الديون وجعلها منهاج حياة، ألم يقرأ قول الله تعالى: { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ لْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } قال القرطبي رحمه الله فيها أربع مسائل. الأولى: قوله تعالى: { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ } هذا مجاز عبّر به عن البخيل الذي لا يقدر من قلبه على إخراج شيء من ماله؛ فضرب له مثل الغَلّ الذي يمنع من التصرف باليد.

الثانية: قوله تعالى: { وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ لْبَسْطِ } ضرب بَسْطَ اليد مثلاً لذهاب المال، فإن قبض الكف يحبس ما فيها، وبسطها يذهب ما فيها. الثالثة: نهت هذه الآية عن استفراغ الوجد فيما يطرأ أوّلاً من سؤال المؤمنين؛ لئلا يبقى من يأتي بعد ذلك لا شيء له، أو لئلا يضيّع المنفِق عياله.

الرابعة: قوله تعالى: { فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } قال ابن عرفة: يقول لا تسرف ولا تُتلف مالك فتبقى محسوراً منقطعاً عن النفقة والتصرف؛ كما يكون البعير الحسير، وهو الذي ذهبت قوته فلا نبعاث به.

أما علاج التضخم، وهو مرض اقتصادي نتيجة خلل هرموني بين الادخار والاستثمار من ناحية ومن ناحية أخرى خلل بين الانتاج والاستهلاك، فأكثر حلوله هذا المرض في 2.5%. أعني الزكاة وهي مأخوذة من زكا الشيء إذا نما وزاد؛ يقال: زكا الزرعُ والمالُ يزكو؛ إذا كثر وزاد.

وسُمّيَ الإخراج من المال زكاة وهو نقص منه من حيث ينمو بالبركة أو بالأجر الذي يثاب به المزكِّي. أما العلاج يكون نتيجة تدفق سيل نقدي من حصيلة الزكاة ، يغطي النقد اللازم للتداول دون الحاجة إلى عمليات الاصدار النقدي.

ختاما كما قال حكيم العرب ابن الوردي المتوفي 749هـ ملخصاً هذا المقال وهو ينصح ابنه (بين تبذيرٍ وبخلٍ رتبةٌ...وكلا هذين إن زاد قتل) نصيحة تفتح أفق الوسطية في الحياة المادية.

Email