ارتفاع رسوم المدارس

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل التجارة شطارة، وهل يجب أن ندفع ثمن شطارة فلذات أكبادنا بمبلغ يتزايد كل عام دراسي؟ لماذا عند التضخم وفترة الانتعاش الاقتصادي يجد البعض المبررات لرفع الأسعار، بينما هي المبررات الاقتصادية نفسها التي لا تواكب أسعارها فترات التقشف الاقتصادي. حيث كل ما ارتفع من تكاليف انخفض خلال الأزمة المالية بنسبة ٢٠ إلى ٢٥%. هذا ليس تنظيراً إنما واقعاً عشناه ونعرف أبعاده.

فترة تصحيح الأسعار الاقتصادية وعلاج التضخم، استخدمها البعض لزيادة أرباحه، طبعاً ليس لأن الطلب زاد فهذا ليس حال فترات الأزمة المالية، لكن البعض من أصحاب الخدمات الرئيسية استفاد بخفض التكاليف ومصاريفه بالنسبة آنفة الذكر. طبعاً لن يرفع الأسعار كل عام فثباتها إنجاز، لكن لا مانع من رفع الأسعار كل عامين!!!!

قصة نعيشها كل عام دراسي مع المدارس، العجيب أن بعض هذه المدارس كان تقييمها مقبولاً إلا أن ذلك لم يمنعها ذلك من زيادة أسعارها. هل أصبحت الدراسة والصحة وغيرها من الضروريات الحيوية سلعة، لماذا نتجه إلى المدارس الخاصة والمناهج الأجنبية ونترك المناهج العربية. رغم ثراء المناهج العربية التي أخرجت مبدعين في أعلى المناصب اليوم.

هل ستكون الإجازات موحدة هذا العام، هل ستشاهد المدارس والمدرسين والمجتمع أموراً دخيلة علينا، مثل ضرب طفلة من قبل زملائها حتى دخلت المستشفى، والاعتداء الجنسي من ثلاث رجال على طفلة في الباص. هل سيكون للغة العربية ومادة التربية الإسلامية العمق الحقيقي، أو ستأخذ شكل المنظور الهامشي منا جميعاً، من البيت إلى المدرسة مارة بالمجتمع الذي يتباهى بلغة مشوهة بين العربية والإنجليزية.

تحياتي للمعلم الذي بين صراع المهنة والرسالة، يقال إن المهنة التي تجمع كل المهن هي مهنة المدرس. فهي الوظيفة التي تخرج كل الوظائف والترس المحرك لعجلة الدولة واقتصادها، ولا يوجد كنز مثل الاستثمار في الإنسان، وأفضل الاستثمار هو العلم.

قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

 

قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا

                  كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

 

ونختم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا.

Email