المخاطر الصحية للعاملين في المكاتب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل العاملون في المجال المكتبي (الموظفون الذي يعتمد عملهم على الجلوس في المكاتب امام الكمبيوتر طوال اليوم) الشريحة الاكبر في معظم المؤسسات الحكومية والخاصة. وقد يتصور البعض ان هذا النوع من العمل مريح ولا يحوي اي مخاطر صحية. لكن الدراسات في هذا الخصوص اثبتت غير ذلك.

بعد انتهاء ساعات الدوام يغادر الموظف العمل وهو يشعر بالتعب والالم، وجاء في احدى الاحصائيات ان 24 في المئة من الموظفين في الولايات المتحدة يصلون الى بيوتهم بعد ساعات الدوام مثقلين بالآلام والاوجاع، ونتيجة لذلك يضطر بعضهم لتغيير عمله، ولكن آخر دراسة في هذا الجانب اظهرت انه لا حاجة لتغيير العمل، حيث اوضحت الوسائل التي يمكن عن طريقها الوقاية من الآلام الناتجة عن مزاولة العمل المكتبي، بل جعل الانسان يستمتع بأداء عمله.

من أساسيات العمل المكتبي الحديث هي الطباعة على الكمبيوتر. لكن الطباعة المتكررة وبدون فترات راحة (وبالأخص عند استخدام الكمبيوتر المحمول) تؤدي الى التهاب الأعصاب والأربطة والمفاصل، فيشعر الانسان بألم في رسغ اليد. فالوقاية تكون بأخذ فترات استراحة.

أما العلاج فقد كشفت عدد من الأبحاث أن ممارسة اليوغا علاج ناجع لهذا الالم. حيث اختفت الآلام بعد شهرين بنسبة عالية عند الاشخاص الذين مارسوا اليوغا مرتين في الاسبوع. فاليوغا تزيد من قوة ومرونة العضلات والاربطة.

وبالنسبة للذين يستخدمون فأرة الكمبيوتر لمدة 20 ساعة في الاسبوع، فإن خطر اصابتهم بآلام في الرسغ سيتضاعف، ولتجنب هذه المشكلة يجب وضع الفأرة قريبة من الجسم ما أمكن حتى لا يضطر الموظف لمد الجزء الاعلى من ذراعه ليصل الى الفأرة.

المشكلة الثانية تتعلق بالنظر الطويل الى شاشة الكمبيوتر، فذلك يؤدي الى الشعور بالصداع، وتشوش النظر. ويعتقد الكثيرون ان سبب هذه الأعراض هي الحساسية ولكن ذلك يكون ناتجاً عن اجهاد العينين. ويعاني 70 في المئة من موظفي المكاتب من اعراض متلازمة النظر الى الكمبيوتر، وقد تزيد هذه الحالة من خطر الاصابة بأمراض الجلوكوما (المياه الزرقاء) في المستقبل. والمشكلة الاساسية ان عيون مستخدمي الكمبيوتر تطرف بما يقل بنسبة 77 في المئة من القدر المطلوب.

والحل في منتهى البساطة ويتلخص في منح العينين راحة كل 15 دقيقة بالطرف والنظر بعيداً عن الشاشة. وينبغي وضع الشاشة على بعد 20 الى 26 بوصة من الوجه وتكبير بنط الخط لتسهيل قراءة النصوص. وذلك لأن الدراسات اثبتت ان النظر في الشاشة من مسافة قريبة جداً يجهد العينين لأنه يقلص عضلات العينين ويجعل العينين تتقاطعان.

أما بالنسبة للرقبة، وجدت دراسة ان 66 في المئة من موظفي المكاتب يعانون من آلام في الرقبة. وذلك في الغالب لأن سماعة الهاتف تثبت بين الكتف والاذن، ويقول الدكتور ادوارد توريلو، الناطق باسم الاكاديمية الأمريكية لجراحة التقويم يسبب تثبيت سماعة الهاتف بهذه الطريقة الى تشنج عضلات الرقبة. ويمكن تفادي هذه المشكلة باستخدام السماعات التي تثبت على الرأس. وبمجرد الانتقال الى هذه الطريقة في استخدام الهاتف سيشعر المستخدم بالتحسن بعد اسبوعين فقط.

كذلك تؤدي ممارسة تمارين خفيفة للعنق والكتفين بانتظام الى تقوية عضلات العنق. وكشفت دراسة نشرت حديثاً ان النساء اللائي قمن بتمارين للرقبة والكتفين بمعدل مرتين في الاسبوع قلت عندهن آلام العنق وتصلبها بدرجة ملحوظة خلال ثلاثة اشهر.

اما ارتفاع الكرسي ومساحة المكتب، ومدى ملاءمة المحيط المكتبي للموظف، كل هذا قد يؤدي الى مخاطر ايرجونومكية من حيث عدم توافق طول الموظف وتركيبته الجسمانية وبدوره يؤدي الى الاوجاع في عضلات اليد والرجل. ويكمن الحل في التأكد من تغيير وضع الكرسي والكمبيوتر بالشكل المناسب، ووضع سند للقدمين تحت الكرسي اذا لزم الامر. ويجب على رب العمل توفير المكتب والكرسي المناسب لبعض الحالات الخاصة.

اذا العمل المكتبي يحوي على بعض المخاطر الصحية الخفية والتي اذا تم التعامل معها من البداية وبالشكل المناسب فانها تجنب الفرد الكثير من الآلام المزمنة عل المدى الطويل.

Email