تاريخ النقود الإسلامي والرأسمالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

النقود هي تلك العملة المشتركة التي تعارف عليها الناس، لتسيير حياتهم اليومية وتلبية حاجياتهم الاقتصادية من بيع وشراء. وهي قبض حاضر لتلك القيمة على عكس الائتمان الذي هو قبض للقيمة بعد ان تتم المنفعة وعملية الاستهلاك.

قديما أخذت وظائف النقد بتعريف الذهب والفضة على مدى العصور مكان استبدال السلع البدائي. حيث كان يتبادل السلع الطرفان على حسب الحاجة الحقيقية للمستهلك فكان من يريد الحليب وعنده الخبز يجب أن يجد من يريد الخبز ويملك الحليب فكانت قيمة النقد لتحقيق ذوقين استهلاكيين للسلعتين ومن ثمة الاتفاق على قيمة المبادلة.

في الاقتصاد الاسلامي كان للعلماء تعريفات لوظائف النقود؛ يقول النيسابوري ٣١٩هـ كان الذهب والفضة محبوبين لأنهما جعلا ثمنا لجميع الاشياء فمالكهما كالمالك لجميع الأشياء. ويقول السرخسي ٤٨٤هـ الذهب والفضة أثمان للأشياء لمنفعة التقلب والتصرف. وقال الغزالي ٥٠٥ هـ إنها مقياس عام تقاس به الأرزاق ووسيط ممتاز يتداول بواسطته، وعليها أن تكون ثابتة معترفا بها بين الجميع، ولما كانت الذهب والفضة بهذه الصفات فقد سكت منها العملة.

أما الاقتصاد الرأسمالي المسيطر اليوم، فكان هناك الفترة التأسيسية ليكون نظاما عالميا حيث كان يوجد أنظمة اقتصادية منافسة فكان احتياطي الذهب هو اللغة المشتركة. بنهاية الأنظمة الاقتصادية بسقوطها أو ضعفها، بدأ النظام الاقتصادي المسيطر اعتماد العملات الصعبة كمقياس بديل للذهب ونتاج لعملية الطلب على النقد. يعني اصبح الورق مقابل الورق فمن أين أصبح لهذا الورق قيمة؟؟!!

تأتي قيمة الورق الملون سميه دولار سمه دينار، من النظام الاقتصادي حيث عندما يطبع لا قيمة له، لكن عندما يدور في النظام الاقتصادي يبدأ يأخذ قيمته. فعندما تقوم بالاقتراض من البنك وأول ما توقع العقد بأن تأخذ هذا الورق او الدولار، مقابل حق البنك في أن يأخذ سيارتك حال عدم السداد هنا يأخذ هذا الشكل الورقي قيمته من النظام الاقتصادي. يعني تأخذ الاوراق (النقود) قيمتها من عقد الدين، فهذا النظام الاقتصادي الرأسمالي قائم على الديون والفوائد لضمان عملية الطلب على الورق، طبعا اصبحت تفهم ما أعني بالورق النقد الذي أخذ مكان الذهب.

توجد نظريات مختلفة وأبعاد متباينة وتعاريف متعددة؛ لكن يبقى الذهب ذهباً والورق ورقاً.. وكان الورق ورقاً لولا الناس.. وكان الناس ناساً لولا الذهب.

Email