إلا الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأرض الطيبة لا تنبت إلا الطيب، هذا ما عرفناه وعهدناه في رجال وشباب الإمارات الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل هذا الوطن، ومع ذلك لا يمنع أن يكون لكل قاعدة شواذ، والشاذ في أغلب الأحيان ليس مميزاً أو مبدعاً بقدر ما هو مختلف وغريب عما يفترض أن يكون عليه.

نحن في دولة الإمارات نعتبر أنفسنا محظوظين بالنعمة التي أنعمها الله علينا، من خلال توفير سبل الراحة والمعيشة الشريفة للمواطنين والمقيمين، ولطالما افتخرنا بالمغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، حفظه الله، الذي أكمل مسيرة والده العطرة من بعده في كل نواحي الحياة، ولطالما تشرفنا بالجهد الذي يبذله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لمتابعة سير العمل في الوزارات الحكومية وغيرها من الهيئات التي تهدف وتنشد راحة المواطن والمقيم.

المبادرات الكريمة لم تتوقف، ومشاريع التنمية مستمرة، والإصلاحات في كافة المجالات على قدم وساق، المواطن في قمة أولويات الحكومة، ورفع مستوى الدخل هدف أساسي للدولة ليعيش المواطن في رفاهية ونعمة، حتى إنَّ أبسط المشاكل يتدخل أولو الأمر لحلها متى ما علموا بها، والأبواب مفتوحة للتواصل معهم من خلال برامج البث المباشر، ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وغيرها من الوسائل الأخرى، نلتقي بالحكام وأولياء العهود في الأماكن العامة، نتحدث معهم ونتجاذب معهم أطراف الحديث، قريبون منا، ونحن قريبون منهم، دون حراسة أو مضايقة.

نحن لا ندعي الكمال، ولا ندعي المثالية، فنحن لا نعيش في مدينة أفلاطون الفاضلة، فالسلبيات موجودة في أي مجتمع مهما تقدم هذا المجتمع أو تأخر، وإنما نقارن أنفسنا بمجتمعات أخرى قد سبقتنا بسنوات، فوجدنا أنفسنا خلال فترة وجيزة قد تفوقنا عليها، فأصبحنا نحن المستقبل بالنسبة لهم.

في الحقيقة أعترف بأني قد صُعقت وأصاب أذني الصمم، من جراء الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام الإماراتية، والمتعلق بإجراءات التحقيق مع جماعة أسست وأدارت تنظيماً يهدف إلى ارتكاب جرائم تمس أمن الدولة، ومناهضة الدستور والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الحكم في الدولة، فضلاً عن ارتباطها وتبعيتها لتنظيمات وأجندات خارجية.

الشواهد والأهداف التي تسعى إليها الجماعة، حسب تصريح النائب العام، تشير ضمنياً إلى أن أعضاء التنظيم لا بد أن يكونوا ممن يحملون جنسية الدولة، وربما أكون مخطئاً في ظني، بل في قرارة نفسي أتمنى أن أكون كذلك، فأنا بالفعل لا أتحمل مواجهة الحقيقة التي تؤكد أن البعض يسعى للفساد والخراب على هذه الأرض الطيبة.

وبقدر ما كنت حزيناً من وقع هذا الخبر، أعترف بأنني في نفس الوقت كنت فخوراً جداً كإماراتي، بردود الأفعال في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص موقع تويتر، فقد اتحد الإماراتيون وكانوا كالبنيان المرصوص تحت شعار: إلا أمن الإمارات.. هذا الشعار والمشاركات والردود والعبارات التي صاغها الإماراتيون، وبمشاركة مكثفة من الأشقاء الخليجيين، كشفت لنا التلاحم الموجود بين فئات المجتمع الذي لا يقبل المساس بأمنه ورموزه ومكتسباته.

يجب أن نعي تماماً أن ما يحدث حولنا من مؤامرات وتحولات لا تناسب مجتمعاتنا الخليجية، ويجب أن نفهم أن هناك من يريد بنا سوءاً، لأنه يهدف إلى تحقيق مصالحه الشخصية والإقليمية.. المشكلة الحقيقية ليست في التنظيمات والأحزاب والتوجهات السياسية العلنية، إنما المشكلة الكبرى عندما تكون قائمة على فكر يستغل الآخرين باسم الدين، ليمرر وينفذ أجندته الخاصة البعيدة عن صلب وجوهر الدين.

الإماراتي الحقيقي محبٌ لوطنه، يحمي ويدافع عن أرضه، بيعته للشيخ خليفة بن زايد، لا يقبل أن يدنس الخائن أرضه.. كنا دوماً إماراتيين، وسنعيش إماراتيين، وسندفن على هذه الأرض إماراتيين. الإمارات داري، وأهلها أهلي، ومن يضرها يضرني، ومن يعاديها يعاديني.. اللهم من أراد بهذا البلد سوءاً فرد كيده في نحره، اللهم احفظ دولة الإمارات حكومة وشعباً من كل شر.. اللهم آمين.

Email