الطمع قلّ ما جمع

أفضل ما قدمته الأزمة المالية العالمية إلى دبي، أن كشفت أن دبي راسخة رسوخ الجبال وأنها مكون اقتصادي ليس هشا، بل اقتصادها أصيل راسخ منظم. فإن أحد فوائد الأزمات الاقتصادية هو تنظيف السوق من الشركات والوحدات الاقتصادية الضعيفة وهي الرواسب العالقة التي تمنع تدفق عجلة الاقتصاد.

أحد فوائد الأزمة التخلص من التضخم الاقتصادي الذي كان يشكل معوقا اقتصاديا حقيقيا خلال السنوات ٢٠٠٨/٢٠٠٦ والذي لم يترك شاردة ولا واردة الا أثر فيها من أسعار السيارات والعقار ومواد البناء والأسهم والذهب والمواد الغذائية.

وأذكر أن الأسعار كانت في تغير دائم من أسبوع إلى آخر. فجاءت الأزمة وقامت بعملية تصحيح السوق، الذي جعل الاقتصاد يعيد تشكيل نقاط تعادل، لمنحنى العرض والطلب عند نقاط عادلة جديدة وجذابة محليا وعالميا.

نتمنى من أصحاب الاختصاص من أفراد ومؤسسات المعنين بمعالجة التضخم، أن يحافظوا على مكتسبات الأزمة المالية. فهناك تعديل في أسعار العقار نرجو أن ترتفع لكن بالشكل المقبول، فعالميا، العقار سيستعيد قيمته خلال ١٠ سنوات تقريبا، ولا يمكن ان يكون طموح البعض ان يستعيد قيمة الاستثمار خلال ثلاث سنوات!!!! لا أعلم من أين يأتون بهذه الأرقام الوردية التي ليس لها علاقه بكوكب الأرض؟؟؟

دائماً تدوير السلع وتحقيق هامش ربح كبير، أفضل من زيادة الأسعار المبالغة التي تضيع عليك القوة الشرائية واستقرار السوق. وتطبيق هذه القاعدة على الأسهم أو العقار أو المصنع تكون ذات جدوى اقتصادية كبيرة.

البيئة المثالية لمجتمع الاعمال خالية تتلاشى عندما يحضر التضخم. مثلا نرى أوروبا وما تمر به من عدم استقرار مالي، نتيجة لمستوى تكاليفها المرتفعة مقارنة بالصين التي تنعم المشكلة بالتكاليف المنخفضة التي أغرت الصناعة الدولية بالانتقال إليها فأصبحت مصنع الكرة الأرضية.

أما التضخم الاقتصادي اختلف في تعريفه الاقتصاديون لتنوع أسبابه، حيث يميز اصطلاح التضخم بالظاهرة التي يطلق عليها، فتتكون مجموعة من الاصطلاحات وتشمل:

تضخم الأسعار: الارتفاع المفرط في الأسعار.

تضخم الدخل: ارتفاع الدخول النقدية مثل تضخم الأجور وتضخم الأرباح.

تضخم التكاليف: ارتفاع التكاليف.

التضخم النقدي: الإفراط في إصدار العملة النقدية.

تضخم الائتمان المصرفي: التضخم في الائتمان.

وقد حدد أجدادنا علاج التضخم وبشكل عميق في سلوك البشر بمقولة بسيطة تشكل نظرية اقصادية بقولهم "الطمع قل ما جمع" وما تتضمنه من تدوير السلع لتحقيق ربح اكبر بشكل أفضل من الغلاء في الأسعار.