7x7

الشركات العائلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الشركات العائلية سلاحا ذا حدين اقتصاديا، فهي بمنظور الاقتصاد لا تساهم في عملية توزيع الثروة في مجتمع ما، أما من ناحية إدارية فهي شركة مقيدة بملكية معينة تحكم توسعها كوحدة اقتصادية. لكن هذه الملكية تحافظ على كيان الشركة قائما لعدد من الاجيال.

عند دخول هذه الشركات إلى الاكتتاب العام يقوم هذا بفتح العديد من المنافذ والأبواب الاقتصادية. على سيبيل المثال هذه المؤسسات تكون قد استعدت حتى تعمل بشكل تجاري ومستقل، وفق المعايير الدولية والإدارية المتعارف عليها.

وتوجد في منطقــــتنا بعـــض الشركات العائلية نجحت في ترتيب وتنظيم نفسها، باتباع أفضل الممارســـات المتعارف عليها بنظم الحوكمة والذي يبدأ بمجلس الادارة ثم اللجـان المنبثقة عنه، ثم الطاقم التنفيذي المؤهل لغاية عمليات التشغيل، ثم الدراية بالنظم الادارية والمالية والحسابات الختامية، وأخيرا جهاز التدقيق الذي يضمن التغذية العكسية للمعلومات. مثل هذه المبادرات الادارية كان لها أثر واضح على تنظيم عملية الادارة بين أفراد الشركة وتوزيع الأرباح ووضع الاستراتجيات.

لكن رغم هذا لن تفتح البنوك والشركات العالمية لها الباب على مصراعية مثل الشركات المساهمة في سوق المال، وبعض أسباب عدم طرح تلك الشركات للاكتتاب، إن دول المنطقة تقوم على نظام قبلي مترابط يعطي مساحة كبيرة لظهور مثل هذه الشركات العائلية، فالشعور بالملكية الفردية والعائلية هو أحد الموانع، اضافة إلى عدم الحاجة إلى المال العائد على الشركة من عملية الاكتتاب لإنعدام التوسع الاستثماري أو عدم وجود ضغوط حقيقة للديون إلى جانب غياب هذه الثقافة في الشرق الاوسط فعمليات النمو الاقتصادي أفقي وقليل ما تسمع عن اندماج الشركات لتشكل وحدة اقتصادية بنمو رأسي.

الشركات العائلية تكون صـــامدة لـثلاثة أجيال بشكل عام وفق الاحصائيات، حيث تنتهي أبعاد الشركة العائلية بوفاة المؤسس. وتخــتلف المدارس الادارية حسب حجم الشركة وثقافة المجتمع، والـــشركات الاوروبية تختلف عن اميركا وتخـــتلف عن الشرق الاوســـط حتى وإن شركات عائلية.

بكل الأحوال ان لم تكن الشركة مهما كانت صفتها لا تدر الأرباح فلا يهم إن كانت هذه الوحدة الاقتصادية عائلية أو غير عائلية، فجدوى هذه الشركات الاقتصادي يكون بأرقامها ومخرجاتها من البيانات المالية في كل عام وليست بصفة ملكيتها فعلينا أن نتأكد أن صفة الملكية ليست عائقا في هذه الدورة الاقتصادية.

ختاما إن انتقال ملكية الشركات العائــلية من جيل إلى جيل أصبحت تشكل ثقلا إقتصاديا، لا يمكن أن تترك للظروف حيث إن لها تأثيرا على الاقتصاد ومعيشة الناس اليومية كمستهلك وموظفين ومستثمرين في شجرة الاقتصاد.

Email