اعتذار واجب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بداية أعتقد أنه من الواجب علي كمواطن إماراتي مسلم أن أتوجه بالاعتذار إلى كل من تسببت خطأ في جرح مشاعره الدينية بسبب مقالي المنشور بالأمس في هذا المكان وعلى هذه الصفحة بالتحديد من جريدة «البيان» التي أكن لها ولقرائها الكرام كل مراتب التقدير والاحترام، وألتمس العذر كل العذر لمن أصاب ما ورد في مقالي مشاعره الدينية وأحاسيسه.

ولا أدافع عن نفسي ولا عن رأيي الذي أعتقد أنني ربما بالغت أو حتى أخطأت في التعبير عنه، ولا أخجل من قول أخطأت لأنني أؤمن كل الإيمان بقدسية ديننا الإسلامي الحنيف وقرآننا الكريم الذي هو دستور حياتنا على المستوى الفردي والجماعي، هذا القرآن الكريم الذي هو كلام الله الخالق عز وجل، سبحانه وتعالى عن كل ما يصفون، هذا القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإذا كان القرآن الكريم لا يجوز مقارنته بأي كتاب سماوي آخر، فإنه بالأحرى لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يكون محل مقارنة بأي نتاج فكري بشري، تعالى الله سبحانه أن يقارن كلامه عز وجل بكلام أو فكر أو إبداع بشر.

لقد قصدت أن أبدأ اعتذاري للقراء الكرام بهذه المقدمة حتى أؤكد لهم أنني إنسان مسلم ومؤمن بالله وكتبه ورسله، وأن ما جاء في مقالي المنشور بالأمس يخضع لاحتمالين، إما أن يكون قد فهمه البعض خطأ، وإما أن أكون أنا لم أوفق في توصيل أفكاري للقارئ بالشكل المطلوب، واحتراماً لديننا الحنيف وكتاب الله العظيم، أرجح الاحتمال الثاني، وأدعو الله المغفرة وأرجو السماح والعفو من قراء جريدة البيان الكرام.

ويعلم الله أنني لم أقصد من مقالي بالأمس أي تعرض لديننا الإسلامي الحنيف الذي أعلم جيداً مكانته العليا في وطننا الإمارات وحرص قادتنا وحكامنا المؤمنين على إعلاء قيم ومبادئ ديننا الإسلامي العظيم، وما يقدمه وطننا الإمارات الحبيب من دعم قوي ومشهود له من الجميع لديننا الإسلامي، ليس فقط على مستوى بلدنا الإمارات بل على مستوى العالم كله.

وهذا في الحقيقة مدعاة فخر وإعزاز لنا نحن مواطني دولة الإمارات، أن يكون وطننا وقادتنا هم القدوة لنا في ديننا، وهي نعمة كبيرة من الله، حٌرم منها بلدان مسلمة أخرى، ولا يفوتني هنا أن أقول إنه بقدر ما صدمتني ردود وتعليقات السادة القراء وهالتني، بقدر ما انتابني بسببها شيء من الغبطة والفرحة والاطمئنان على ديننا الحنيف وقيم وتقاليد مجتمعنا، لأن هناك من يتحمس وينفعل ويتصدى للدفاع عن معتقداتنا وقرآننا وديننا، هذا الدين الحق الذي لا نقبل نحن المسلمين التجديف والهرطقة فيه، ولا المساس بقدسيته بأي شكل من الأشكال.

إنني أخجل بصدق من التكرار والتأكيد على إسلامي وإيماني بالله وكتبه ورسله، ولم أتصور من قبل أنني كان من الممكن أن أقف هذا الموقف، لأنني لا أقبل أي تشكيك في إيماني النابع عن نشأتي وتربيتي وثقافتي ومجتمعي المسلم الذي نشأت فيه في دولة الإمارات، لكنني أجد من الواجب علي، احتراماً للقراء ولبلدي الإمارات وشعبها العظيم أن أعتذر وأكرر اعتذاري أكثر من مرة، وبلا خجل، لأن ديننا الحنيف وقرآننا الكريم يستحق منا كل الاحترام والتبجيل.

وأعود وأكرر أنني أبداً لم أقصد المقارنة بين كتاب الله الكريم وأي عمل أو فكر أو نتاج بشري، وحاشا لله أن أخطئ مثل هذا الخطأ الكبير.

 

Email