7X7

البنوك الإسلامية

ت + ت - الحجم الطبيعي

حددت البنوك الاسلامية طريقها وسط زخم البنوك التقليدية بوضع آليات للمعاملات تؤدي نفس الوظائف الاقتصادية التي تقوم بها البنوك التقليدية، ولكن بأسس إسلامية، منها تكييف العلاقة مع العملاء كشريك بحيث لا يتم تحديد عائد مسبق على الأموال المودعة أو المقرضة.

وهناك بنوك تقليدية قامت بفتح فروع إسلامية لها لما حققه هذا النوع من الصيرفة الاسلامية من إقبال وثبات اقتصادي خاصة خلال الأزمة المالية العالمية التي نمر بها، وهناك من يسأل هل أذهب الى مصرف إسلامي أو إلى بنك تقليدي يقدم خدمات إسلامية؟ والبعض الآخر يقول: هل يوجد اقتصاد إسلامي أصلاً لتصب به هذه البنوك إنما هي بنوك تقليدية لبسوها الحجاب.

أولًا: علينا ألا ننسى أن هناك لجاناً شرعية تسقط في ذمتها معاملاتنا مع المصرف الاسلامي الذي نتعامل معه، فنحن نبرئ ذمتنا على أقل تقدير ونثق بالعلماء في اللجان الشرعية بالبنوك الاسلامية.

ثانياً: هل نذهب للبنوك التقليدية التي تقدم خدمات إسلامية؟ فنقول: أنت مسؤول عما في ذمتك ولست بمسؤول عما في ذمة البنك مع الآخرين، وخاصة المسلمين المغتربين في البلاد غير الإسلامية، فنذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مات .

وكانت درعه مرهونة عند يهودي، فهل كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يتعامل مع هذا اليهودي بما يتفق مع الشريعة الاسلامية المنزلة عليه أم لا؟ الجواب قطعاً نعم، ولكن اقتراض رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاملته مع اليهودي كانت ليعلمنا وهو عليه السلام في غنى عن هذه المعاملة.

ثالثا: هل نفضل البنوك الاسلامية على غيرها؟ يستشهد بقول الله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى)، فتقوية شوكة البنوك الاسلامية بتغذيتها برؤوس الأموال والمساهمة في تعزيز التعاملات الاسلامية في ظل النظام الاقتصادي العالمي، هي تطبيق للآية الكريمة.

رابعا: للذين يضربون بالبنوك الاسلامية عرض الحائط لعدم وجود اقتصاد إسلامي ويشككون به، نقول: ما الفرق بين الزواج والزنا؟ كلاهما ينتهيان إلى الأمر نفسه إلا أن هذا حلال وهذا حرام، وما أحله عقد بترتيب ونظام جعله حلالاً، فلا يجرؤ أحد على تخطي هذا العقد.

نرى البركة في المعاملات الاسلامية، ومنها مثلاً الزكاة فهي من أقوى أركان الاقتصاد الاسلامي، وقد قاتل رجل الاقتصاد الاسلامي الأول خليفة رسول الله أبوبكر الصديق رضي الله عنه من منعوا الزكاة. وهذا منظور اقتصادي قوي تسبب في اتساع رقعة الدولة سياسيا واقتصاديا، ولا ننسى التذكير بأن بيت مال المسلمين كان أول مصرف مركزي في النظام الاقتصادي العالمي، ولم يسبقنا أحد لمثل هذا النظام.

Email