استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تجري انتخابات نيابية ثانية بنجاح، سادتها الشفافية والنزاهة، ورسخت مفهوم المشاركة والشراكة الوطنية والمجتمعية، حيث تعد تجربة جديرة بالدراسة والتمعن بما فيها من إيجابيات والاستفادة منها.

وبغض النظر عن بعض السلبيات التي رافقتها، فان انتخابات المجلس الوطني الاتحادي عموما، تعد بمختلف المقاييس خطوة مهمة في تاريخ دولة الإمارات، من حيث تطوير العمل السياسي، وتجسد تعزيز المشاركة والتمكين السياسي، باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من التطور الوطني التدريجي، والحفاظ على المنجزات وتفعيل دور الحوار الوطني، فلا يوجد خاسر في هذا المضمار، بل الفائز هو الوطن وأبناؤه المتفانون في خدمته ورفعته.

وقد حظيت هذه الانتخابات باهتمام شعبي ورسمي، وحققت نجاحاً استثنائياً، تنفيذاً لدعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بأهمية المشاركة في هذه التجربة البرلمانية، والمضي بخطى واثقة وثابتة نحو رسم حاضر الوطن وصنع مستقبله، من خلال تعزيز المشاركة الشعبية الفاعلة لأبناء الوطن في هذا العرس الوطني، إيمانا من صاحب السمو رئيس الدولة بأن المشاركة السياسية جزء لا يتجزأ من تقدم الدولة والتنمية الشاملة التي نعيشها، والآتية من برنامج التمكين الذي يستهدف تعميق تجربتنا البرلمانية، انطلاقاً من خصوصية الدولة وتاريخها وموقعها الجيوسياسي، في عملية تطوير الحراك السياسي، وتمكين المواطنين، وخاصة المرأة، من المشاركة في العمل البرلماني على وجه التحديد.

إن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي عكست الرؤية الثاقبة لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، في تفعيل وتطوير العمل البرلماني، وإن ما شهدته الدولة يوم السبت الماضي هو عيد وطني بدون أدنى شك، ميزه التنظيم الجيد والرائع للمراكز الانتخابية، الذي قامت به كوادر من أبناء وبنات الإمارات.

وشاهدنا أن عملية الاقتراع التي أجريت في الثلاثة عشر مركزا على مستوى الدولة، تمت بسلاسة ويسر، وكان الانتهاء من إجراءات التصويت في وقت زمني قياسي لم يتجاوز 5 دقائق، كما اتسمت الإجراءات عموما بالنظام والترتيب، حيث بذلت اللجنة الوطنية العليا للانتخابات، وبإشراف مباشر من أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، جهودا كبيرة ومضنية تشكر عليها، على مدى الشهور الستة الماضية، في توفير كل المتطلبات والاحتياجات لإنجاح التجربة الانتخابية وتذليل كافة الصعوبات، ووفقت في اختيار مقار مراكز الاقتراع، التي وفرت لروادها مواقف للسيارات، وساحات انتظار، وتم تجهيزها بشتى الخدمات. ففي إمارة أبوظبي على سبيل المثال، جهز المركز الرئيسي للانتخابات في مركز أبوظبي الدولي للمعارض، للتعامل مع 120 ناخبا في آن واحد.

وبقي أن نشير إلى أن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي الثانية وبكل فخر، هي عبارة عن كرنفال وعرس وطني بامتياز، يضاف إلى أمجاد الإمارات، وإلى إنجازات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى إنجازات الدولة.

وفي نفس الوقت أشعرت المواطن بانتمائه لوطنه، وأنه شريك في القرار من خلال اختيار من يمثله في المجلس الوطني الاتحادي، وأن هذه التجربة، سيكون لها مردود كبير في المستقبل على الدولة ومواطنيها. ونتمنى من المرشحين الذين نجحوا في الانتخابات، أن يعملوا جاهدين من أجل خدمة وطنهم، وأن يكونوا خير ممثل لناخبيهم وعند حسن ظن قيادتهم.