وشاح محمد بن راشد آل مكتوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترد كلمة الوشاح في أصل اللغة بالألف واللام، ومعناه الزينة والتزين، وهو يطلق على خيطين من لؤلؤ وجوهر، وهو منظومان يخالف بينهما، معطوف أحدهما على الآخر.

ويطلق أيضا على نسيج عريض يرصع بالجوهر، وتشده المرأة بين عاتقها وكشحيها، وهو أيضا ذلك النسيج العريض الملون الذي يشده القاضي أو النائب بين عاتقه وكشحه في المحكمة، وهو بهذا المعنى يعتبر مصطلحا محدثا.

ومن استعمالات الوشاح المجازية أن يقال: توشح الرجل بسيفه أو ثوبه أو نجاده؛ أي تقلّد. والوشاح اسم سيف لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، والوشاح من أسماء السيف عموما، والوشاح القوس، وذات الوشاح من دروع الرسول صلى الله عليه وسلم، كما يقول ابن القيم وغيره.

والوشاح اسم رجل معرف بأل التعريف، والحقيقة أن "أل" هذه ليست للتعريف، لأن وشاح علم، والأعلام لا تعرف بأل، لكن في عصرنا الحاضر كثر استخدام "أل" التعريف مع العلم، بعد أن أصبح ذلك العلم اسما للقبيلة أو العائلة.

ففي السعودية يقولون "الفيصل"، وفي الكويت يقولون "الأحمد والمحمد"، وفي الأردن كذلك يقولون: "المحمد والفائز".

ولو فكرت في أصل هذا العلم أو التسمي به، لوجدت أنه نسبة إلى وشاح بن عامر بن ذياب بن سليم بن منصور بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

إذن، فإن آل وشاح بطن من قبيلة سليم العدنانية، التي سكنت حرة سليم في الحجاز بين مكة والمدينة المنورة.

والأمير وشاح الصابري السلمي، قدم من الحجاز إلى شرقي الأردن مع أبنائه أيام الدولة العثمانية في الفترة من 1760 1770.

وفي كتاب تاريخ بن خلدون، أن منازل بني سليم كانت في عالية نجد بالقرب من خيبر، ومنازلهم حرة سليم. وذكر ابن خلدون في تاريخه أيضا، تحت عنوان ذياب بن سليم، عدة بطون منهم: النوائل والمحاميد والجواري وبنو حريز.

أما وشاح محمد بن راشد آل مكتوم الذي نحن بصدد الحديث عنه اليوم، فهو ذلك الوسام التقديري الذي استحدثه في هذا العام، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

ففي فبراير هذا العام 2011، قلّد سموه لأول مرة معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي هذا الوشاح، تقديرا لعطاءاته وإنجازاته في مجال الأمن.

وقلّد سموه أيضا في الوقت نفسه الأستاذ عبد الغفار حسين، باعتباره من الأوائل الذين أسهموا في إنشاء البلدية، ولدوره الحالي في جمعية حقوق الإنسان.

وكان ثالث وشاح هو هذا الوشاح الذي قلّد به سموه في 14/9/2011 المهندس مطر الطاير، تقديرا لإنجازاته في هيئة الطرق والمواصلات. والطاير له خدمات قديمة في البلدية أيضا، إلا أنه قد التصق به الإنجاز الأكثر حداثة في مسيرة عمله، وهو مترو دبي.

وعندما كنت جالسا بين الحضور في فندق "أطلنطس" موقع تكريم الطاير، قلت لأحد المسؤولين وكان جالسا بجانبي: هل كرّمت مؤسسة قبل هذا اليوم كهيئة الطرق والمواصلات؟ فقال: لا، ولم يكن مثل هذا الوشاح موجودا في زماننا.

نعم.. وشاح محمد بن راشد آل مكتوم، أحدث طريقة للتكريم، وأغلى رمز للتقدير، يقلّد سموه به من يراه أهلا لمثل هذا التقدير، في زمن أصبح التقدير حافزا مهما لاستمرار الموظف الصغير والمسؤول الكبير في عطائه وتميزه، لأن التنافس شديد، والالتفات إلى الكيف أكثر من الكم بكثير.

وبالمناسبة، يقول بعضهم إن العمل مع سموه صعب، لأنه لا نهاية لطموحاته وتطلعاته، ولكني أقول: لا يصعب ذلك على من يفهمه ويفهم ما يريده لبلده وشعبه، وقديما قيل لأبي تمام: لم تقول ما لا يفهم؟ فقال: ولم لا يُفهم ما أقول.

إذن، فلنصغ جيّدا لما يقوله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ولنفهم ما يريده منا، لأنه إذا كان من الصعب أن نعمل معه، فمن الأصعب أن نعمل معه ثم لا نستحق هذا الوشاح.

Email