بناة الاتحاد.. وصنّاع نهضته

«إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً عملياً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم يتمتع بالمنعة والعز، وبناء مستقبل مشرق وضاح ترفرف فوقه راية العدالة والحق، وليكون رائداً ونواة لوحدة عربية شاملة». المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

«التقينا في هذا اليوم التاريخي الثاني من ديسمبر 1971.. لتحقيق ما تلاقت عليه إرادتنا وإرادة شعب إماراتنا.. لإعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة».

المغفور له بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه.

نعم إنهما: زايد وراشد، مهندسا ومؤسسا دولة الإمارات العربية المتحدة، وصناع نهضتها الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية الشاملة التي عمت خيراتها ربوع البلاد وخارجها، من مشرقها إلى مغربها ومن شمالها إلى جنوبها.

رب قائل: إن المجتمعات ترتقي وتتطور بجهود أبنائها، ولكن الدول تبنى بفضل القيادات الراشدة والرشيدة التي تفجر طاقات أفراد المجتمع، لتدفعهم وتمضي بهم ومعهم إلى رحاب المستقبل بخطوات ثابتة وعزم لا يلين.

تلك الرؤية الثاقبة التي رسمت النهج القويم الذي تسلكه دولتنا الحبيبة، في ظل قيادة رشيدة حققت نجاحات لا يمكن حصرها، نفتخر نحن أبناء الإمارات بها، لأنها تعمق ثقتنا في مسيرة هذا الوطن الغالي، وتعزز الانتماء إلى تراثه وقيمه وتقاليده وموروثه الأصيل، فما أنجز في مختلف المجالات خلال العقود الأربعة الماضية، وهي فترة قصيرة لا تقاس في عمر الدول والشعوب، أسهم بما لا يدع أي مجال للشك في نماء مجتمعنا وتحصينه بالأمن والأمان، وتوفير سبل العيش الكريم، والرخاء لجميع المواطنين في أرجاء وطننا العزيز، من خلال التأكيد على الهوية والانتماء الوطني وتماسك المجتمع، وذلك بفضل من الله سبحانه وتعالى، ومن ثم بجهد ورؤية القائدين الحكيمين المؤسسين زايد وراشد، رحمة الله عليهما.

لقد شهدت جميع القطاعات في الدولة خلال السنوات الماضية نقلة نوعية متميزة خلال مسيرة تطورها، ونحن على يقين وثقتنا أكبر بأن السنوات المقبلة ستشهد بفضل جهود راعيي المسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، المزيد من الإنجازات والتقدم والرخاء للوطن والمواطن، وستتعزز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة إقليمياً وعربياً ودولياً وستظل رايتها خفاقة في جميع المحافل الدولية.

لقد كان تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر1971، بداية التحولات المجتمعية التي نقلت المجتمع من مرحلة القبيلة إلى مرحلة الدولة الحديثة، دولة المؤسسات ذات الأطر والهياكل التشريعية والتنفيذية والقضائية التي تهدف إلى تحقيق مصلحة الوطن والمواطن.

وقد ترتب على قيام دولة الاتحاد اتساع دائرة الوطن.

وكذلك: حدد دستور دولة الإمارات العربية المتحدة مقومات الاتحاد وأهدافه الأساسية وطبيعة السلطات الاتحادية والحقوق والواجبات المكفولة للمواطنين.

كما حدد الدعامات الاجتماعية والاقتصادية الأساسية التي تؤسس مجتمع الدولة الحديثة، تلك المقومات التي تؤكد المساواة والعدالة الاجتماعية، وتوفير الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين، وأن الأسرة أساس المجتمع قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن ويكفل القانون كيانها ويصونها ويحميها من الانحراف، لذا كان إرساء مقومات الدولة الحديثة بداية انطلاقة نحو تحديث وتطوير المجتمع ذاته، فشرعت الدولة في تنفيذ خطة تنموية عملاقة ركزت في مراحلها الأولى عقد السبعينيات على البنية الأساسية من مشروعات الطرق والمواصلات والمطارات والمباني والمدارس والمستشفيات، حيث ساعدت العوائد النقدية التي وفرها قطاع النفط على تنفيذ الخطط والمشاريع المرموقة بحسب قائمة «أكثر دول العالم هيبة»، التي أصدرتها شبكة «يو إس نيوز أند وورلد ريبورت» الإعلامية الأمريكية، ونشرتها في المجلة التابعة لها.

في ظل دولة الاتحاد، مما لا شك فيه تحول مجتمعنا من مجتمع تقليدي إلى مجتمع الرفاهية، وكان من ثمار ذلك نهضة حضارية وتنموية وضعت الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، بل تجاوزتها وتفوقت عليها بشهادات أممية عالمية، بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وبفضل جهود القائدين البانيين المؤسسين زايد وراشد صناع الاتحاد، طيب الله ثراهما.

هكذا كان وسيظل الثاني من ديسمبر نقطة التحول الكبيرة في حياة الأسرة الإماراتية وكل مقيم على هذه الأرض الطيبة، هنيئاً لنا جميعاً بما حققته مسيرة الاتحاد وصناعها زايد وراشد، ومن معهما من إخوانهما المؤسسين من حكام الإمارات.

كل عام والجميع بخير، قيادة وشعباً، وكل من يقيم على أرض دولتنا الغالية.