ملتقى فخر.. محطة تُجدد الولاء وتعزز العطاء

من أكثر ما يلهم الإنسان في مسيرة وطنه هو رؤية المبادرات التي تتجاوز كونها فعاليات احتفالية لتصبح محطات فارقة، تجسد الهوية وتغرس القيم. هذا ما قدمه ملتقى "فخر" في دورته الثانية، تحت شعار "وصية وطن"، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبحضور سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، فعندما يلتقي الشباب الإماراتي ليكرّموا ويُحتفى بإنجازاتهم، ندرك أن الإمارات لا تزرع سوى بذور الولاء والانتماء في نفوس أبنائها.

الملتقى لم يكن مجرد مناسبة لرفع الشعارات، بل منصة لاستذكار مسيرة وطنية حافلة بالتضحيات والإنجازات.. مسيرة بدأها الآباء المؤسسون الذين واجهوا التحديات بقلب صلب وبصيرة ثاقبة، ليؤسسوا دولة عظيمة واستثنائية لا تعرف المستحيل.

اليوم، تُكمل القيادة الرشيدة هذا النهج، موجهةً بوصية واضحة أن "الشباب هم الأمل الذي ترتكز عليه الطموحات"، وهنا تظهر رؤية الإمارات التي لا ترى في شبابها مجرد أرقام، بل أبطال قادرون على صياغة مستقبل مشرق.

مدرسة الخدمة الوطنية

كما قال سمو ولي عهد رأس الخيمة، بان برنامج الخدمة الوطنية ليست مجرد واجب، بل محطة تلهم شباب الإمارات وتغرس فيهم قيم الوفاء والمسؤولية.. إنها "مدرسة تعلّم" تمنحهم القوة لمواجهة التحديات، وتصنع منهم أفرادًا مدركين لدورهم في حماية الوطن، ومصممين على تعزيز مكتسباته، إنها اللحظة التي يتحول فيها العطاء للوطن من شعور إلى فعل، ومن التزام إلى هوية.

هذا الطرح لا يحتاج لتصفيق الجمهور، بل لجيل واعٍ يعرف أن الإنجازات لا تأتي بالشعارات وحدها، بل بالعمل الجاد والرؤية الطموحة، فمن يقف على أرض ثابتة، يُدرك أن بناء المستقبل يبدأ بالاعتزاز بالماضي، والعمل للحاضر، دون أن تُشتت البوصلة بأصوات المتفلسفين الذين يرون في الحاضر فرصة للإحباط بدلاً من البناء.

"وصية وطن".. رسالة واضحة

معالي الدكتور سلطان النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب عبّر عن الملتقى بأنه أكثر من حدث، بل هو فرصة للاحتفاء بمن يجسدون قيم الإمارات الأصيلة في الشجاعة والتضحية.. إنها دعوة للشباب ليواصلوا حمل راية الوطن بفخر وإخلاص، وليكونوا قدوة في التفكير الإبداعي والعمل المثابر.. فـ"وصية وطن" ليست شعارًا عابرًا، بل تذكير دائم بأن إرث الآباء المؤسسين ومسيرة الاتحاد هما الأساس الذي يُبنى عليه المستقبل.

الطموح بلا حدود

في عالم لا يعرف التوقف، تسابق الدول الكبرى الزمن لتطوير تقنياتها وأساليبها، ولا مجال للمتقاعسين والمقصرين في هذا السباق.. دولة الإمارات، بفضل رؤيتها وقيادتها، لا تكتفي باللحاق، بل تصنع الفرق. هذا النجاح يتطلب جهدًا يفوق ما يبذله الآخرون، وتصميماً لا يُثني عزيمته مثبط أو متذاكٍ. فحين تصفق لنفسك، يجب أن يكون ذلك على قمة الإنجاز، لا على طريق لم يكتمل بعد.

إن ملتقى "فخر" كان ولا يزال محطة للتذكير بأن العزيمة والإصرار هما السبيل لمواجهة التحديات، ومن يدرك هذه الحقيقة، سيظل عنواناً للفخر، لا مجرد متفرج ينتظر الفرص تأتيه.

في النهاية، من يحمل "وصية وطن"، عليه أن يعرف أن الطموح لا يُصنع بالتراخي، وأن الأوطان لا تُبنى إلا بمن يحملون في قلوبهم عزيمة لا تعرف الهزيمة.