التعليم ركيزة للبناء والتنمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من المبالغة في شيء القول بأن ندوة ” التعليم وكفايات القرن الحادي والعشرين ” التي نظمتها وزارة التربية والتعليم، على مدى ثلاثة ايام قد تميزت بعنصرين على جانب كبير من الاهمية، هما المشاركة الواسعة من داخل السلطنة وخارجها – خليجيا ودوليا – من ناحية، والمناقشات الموضوعية التي شارك فيها خبراء وذوو خبرات عملية ايضا، ومن مناطق العالم المختلفة ايضا، من ناحية ثانية. اما موضوع الندوة فانه يعد في الواقع على جانب كبير من الأهمية والتأثير في حياة الفرد والمجتمع، خاصة في ظل المرحلة التي نعيشها، والحاجة المتزايدة لاكتساب الانسان بوجه عام والطلاب بوجه خاص لعدد يتزايد دوما من الكفايات في مختلف المجالات. وقد اشارت معالي الدكتورة مديحة بنت احمد الشيبانية، في كلمتها امام الندوة الى الأبعاد العديدة لهذه المسألة، والى الحاجة ايضا للخروج بتصور مشترك، يستفيد من مختلف التجارب العالمية حول مفهوم الكفايات مع مراعاة خصوصية السلطنة، وبناء اسس علمية واطار عام للكفايات التي يحتاجها الطالب والمعلم ايضا من اجل اثراء وتطوير العملية التعليمية بكل مراحلها ومكوناتها ايضا.

وبينما شهدت جلسات الندوة تفاعلا قويا وواسعا بين المشاركين من داخل السلطنة وخارجها، فان مما له دلالة عميقة ان البيان الختامي للندوة اكد على حقيقة ان بناء الكفايات على المستوى الوطني لا يمكن ان يتم بمعزل عن النظام التعليمي، كنظام متكامل  وواضح الاهداف والابعاد ايضا، وباعتباره جزءا من الاطار الوطني العام الذي يحدد اولويات واحتياجات المجتمع واهداف التنمية الوطنية في كل مرحلة من مراحلها، ومن ثم تسخير وحشد مختلف الامكانيات الوطنية، والحرص على استغلالها الاستغلال الامثل من اجل السير نحو الاهداف المنشودة، وبشكل علمي مدروس، ووفق الاحتياجات الحالية والمستقبلية، وبما يتجاوب معها كذلك. وفي هذا الاطار فان الامر لا يمكن ان يقتصر فقط على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي، صحيح ان لهما دورا اساسيا ومحوريا، مع المشاركة من جانب جامعة السلطان قابوس ومختلف المؤسسات والهيئات والوزارات المعنية الاخرى، لأن المهمة هي التعاون من اجل بناء الانسان العماني، وتحقيق التنمية  المستدامة، الاعتماد على عقول وسواعد ابنائنا وبناتنا في كل المجالات، وعلى كافة المستويات.

ومع الوضع في الاعتبار ان التعليم شكل في الواقع جسرا عريضا وقويا للبناء والتنمية، وهو ما حرص عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـــ حفظه الله ورعاه ـــ وهو ما تعبر عنه ايضا اعداد الطلاب والمدارس والجامعات ومؤسسات التعليم العالي في السلطنة، فان جلالته  دعا باستمرار الى اهمية وضرورة تطوير العملية العليمية وتحديثها، والاستفادة بما يتوصل اليه العالم في هذا المجال، مع الحفاظ في الوقت ذاته على هوية المجتمع العماني وعلى السمات والتقاليد التي تميز المواطن والمجتمع العماني. وما تمخضت عنه الندوة من توصيات ومخرجات يؤكد في الواقع على اهمية وضرورة التعاون بين الجميع، في الحكومة والقطاع الخاص، وبين الجامعة والمدرسة وبين المنزل  والأسرة والمجتمع المدني من اجل ان نصل الى افضل السبل لبناء الانسان العماني القادر على الاسهام والمشاركة الايجابية والفعالة في تحقيق التقدم والرخاء في الحاضر والمستقبل
 

Email