السيىء يزداد سوءا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الوضع السياسي كان وما يزال سيئا ولا يبشر باي تقدم وكل المساعي والمفاوضات والزيارات والاتصالات لم تحرك ساكنا وذلك بسبب الممارسات الاسرائيلية المعروفة من استيطان وتهجير وتهويد ومصادرة للارض والتمسك بالتوسع والغطرسة العسكرية والتجاهل التام للحقوق الوطنية الفلسطينية. وبعد توقف طويل للمفاوضات عدنا اليها اثر تدخل اميركي قوي وصل حد الضغوط مع الوعود الايجابية بالتدخل الفعلي للتوصل الى حل مقبول، ولكن الامور تسير بالاتجاه الآخر والوضع السيىء يزداد سوءا والمعقد يزداد تعقيدا، فقد استمر الاستيطان واقتحام الاقصى والعمل على اقتسام الزمان والمكان فيه واستمرت كل الممارسات المعطلة للسلام وتحقيقه، وبعد ان ملأوا القدس بالتظاهرات والحشود خلال الايام الماضية يستعدون اليوم لمليونية كبرى سوف تقتحم القدس في تعبير قوي واضح عن مخططاتهم واهدافهم. كما ان حادثة مقتل الجندي الاسرائيلي في الخليل قد اتخذوها ذريعة لتوسعة الاستيطان في المدينة ودعوات من عدة وزراء لوقف عملية الافراج عن بعض الاسرى كما كان الاتفاق الضمني لدى استئناف المفاوضات وبعد الافراج عن دفعة اولى محدودة العدد من الاسرى القدامى.

ومع هذه التحركات والتطورات ارتفعت اصوات قوية فلسطينية تطالب بوقف المفاوضات التي رأوا فيها ما تتخذه سلطات الاحتلال غطاء للتوسع والاستيطان والتهويد والتهجير.

ازاء هذا الوضع فان المطلوب وبسرعة وجديةتحرك اميركي عملي وواقعي وتدخل مباشر لوقف هذا التدهور في المسار السياسي وعملية التفاوض التي بادرت اليها ورعتها وتعهدت بنجاحها، كما ان المجتمع الدولي عموما مطالب بالتدخل اما عالمنا العربي المشغول بقضاياه ومشاكله الداخلية، فيبدو عاجزا عن اتخاذ اية خطوة مع انه يملك الامكانات والوسائل للتدخل، وكذلك العالم الاسلامي الذ ييبدد هو الآخر غير مبال بما يحدث لفلسطين وثالث الحرمين الشريفين واولى القبلتين ومسرى النبي (ص).

لابد من التأكيد اخيرا ان هذه الغطرسة الاسرائيلية والاعتداء بالقوة ستؤدي في النهاية الى زيادة التطرف والكراهية وان حققت بعض الاهداف التوسعية مؤقتا، وهذه الحقيقة لا يراها القادة الاسرائيليون التوسعيون ولا يستمع اليها احد منهم، كما يبدو.
 

Email