كيري يتجاهل عملية السلام والمفاوضات ... حتى وهو بالقدس !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء وزير خارجية اميركا جون كيري، الى اسرائيل بعد الاتفاق الروسي الاميركي الهام حول سوريا، واجتمع مع رئيس الوزراء نتانياهو مطولا، وعقد الاثنان مؤتمرا صحفيا موسعا ... وكان الملفت للانتباه والاستغراب في كل ذلك ان الحديث والاسئلة والاجوبة تركزت كلها وبصورة شاملة تقريبا، على الوضع في سوريا والاسلحة الكيميائية والتداعيات الدولية في مجلس الامن والعلاقات بين روسيا والغرب، وتم تجاهل عملية السلام والمفاوضات تجاهلا شبه كامل.

واذا كان كيري وهو في قلب المنطقة وبين اطراف الصراع والتفاوض وكل المساعي الاميركية لتحقيق السلام، يقوم بهذا التجاهل فان من الواضح ان القضية لا تثير لديه اي اهتمام او مخاوف، ولا يهمه من الامر إلا الحديث عن السلام والتفاوض دون اي اعتبار للمعيقات والنتائج ولا للممارسات الاسرائيلية اليومية التي يعرفها المجتمع الدولي جيدا وهي تدمر عملية السلام من جذورها ولا تترك اية فرصة لنجاح المفاوضات وتحقيق السلام ولاستقرار بالمنطقة.

يبدو ان كيري جاء ليطلع اسرائيل عما جرى فقط، وهي الصديق الاهم والحليف المفضل والمؤثر الاكبر في السياسة الاميركية وتدمير الاسلحة الكيميائية لا يخدم في المدى البعيد الا اسرائيل واطماعها التوسعية، ولميفكر كيري في قضايا الاستيطان والتهجير والتهويد واقتحام المقدسات ومصادرة الارض وتمزيق الضفة الغربية بحيث يستحيل تحقيق حلم الدولة، واعطى اهتمامه لسوريا فقط وهذا ما تريده اسرائيل بالضبط.

لقد قلنا وقال غيرنا مرارا وتكرارا، ان عملية التفاوض الحالية هي عبثية بكل معنى الكلمة، ويؤكد الخبراء السياسيون المطلعون ما يعرفه ابناء شعبنا، ان حل الدولتين قد مات، وان من واجب المسؤولين في هذه المرحلة بالذات وبعد موقف كيري بصورة خاصة اعادت تقييم الوضع كله تقييما جديا في كل ما يتعلق بالمفاوضات والاتفاقات والواقع والمستقبل وماذا علينا ان نفعل لمواجهة هذه التحديات وكيف نفعل ذلك وما هي خياراتنا ... ؟
 

Email