أزمة المعبر بين غزة ومصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد الشقيقة الكبرى مصر حالة من الاعتداءات والتفجيرات ضد جنودها ومؤسساتها خاصة في سيناء، سقط خلالها العشرات من المصريين بين جرحى وقتلى، وتتزايد الاتهامات داخل مصر ضد عناصر فلسطينية من حماس وغيرها بالتورط بشكل او بآخر في هذه الاعتداءات، ونتيجة لذلك تقوم القاهرة بإغلاق المعبر الوحيد مع غزة وهو معبر رفح، كما قامت وما تزال بتدمير مئات الأنفاق بين الجانبين باعتبارها مصدراً للتهريب سواء للمسلحين او البضائع او المحروقات.

ونحن نقدر حرص مصر على سلامة أمنها ومواطنيها ونتفهم ذلك جيداً ونرى انه عمل سيادي لا يجوز لأحد ان يشكك فيه او في أهدافه، لأننا ضد أية أعمال مسلحة او إرهابية ضد أي كان في مصر، إلا أن للقضية جانباً آخر لا بد من أخذه بعين الاعتبار.

يعيش في قطاع غزة نحو مليوني فلسطيني، تحاصرهم اسرائيل بحراً وجواً وبراً وتضيق عليهم وتقيد حرياتهم وتحركاتهم وتعطل شؤون حياتهم، ويظل معبر رفح الحدودي مع مصر هو المنفذ الوحيد للتنفس وتيسير أمور العيش، وإغلاقه كليا او جزئياً يزيد معاناة الفلسطينيين، ولا بد من ايجاد معادلة تحقق ما تريده مصر من الأمن والاستقرار ومنع الارهاب على أرضها، وتفتح سبل الحياة المعقولة والمطلوبة لأبناء غزة. ان الذين يسيئون لأمن مصر هم القلة، والغالبية والمطلقة تريد العيش والبحث عن العمل او العلاج او التعليم او الحج وغير ذلك من متطلبات الحياة.

ان الانفاق بهذه الكثرة ليست ضرورية ولا تخدم المصالح الوطنية ابداً، لا لمصر ولا لغزة، وانما لقلة قليلة مستفيدة ومتاجرة بها، والبديل هو فتح معبر رفح بانتظام وبمراقبة دقيقة واجراءات قانونية كاملة تسمح بما هو مسموح وتمنع ما هو ممنوع، وربما يكون من المهم والضروري في هذا الشأن العودة الى اتفاقية المعبر نفسها التي كانت السلطة الوطنية والقوى الدولية واسرائيل هي أطرافها الوحيدة، واذا كان الانقسام يحول دون وجود للسلطة على المعبر فلابد من ايجاد البديل المناسب المقبول مصريا بالدرجة الاولى.

ان معظم مظاهر الحياة قد تضررت نتيجة اغلاق المعبر وأصبحت أوضاع المواطنين بائسة ومنهكة واستمرار الوضع على ما هو عليه لن يزيد الامور الا صعوبة، ولابد من إيجاد حل في وقت قريب.

وعلى هذا الاساس ومن متطلبات الحرص على أمن مصر واستقرارها وسيادتها وسلامة مواطنيها ومن منطلق تخفيف معاناة الاهل في القطاع، فإننا نناشد السلطات المصرية بحث هذا الوضع بالجدية التي يستحقها ونحن واثقون من نوايا الأخوة في مصر وأهدافهم ودعمهم المتواصل عبر التاريخ وحتى اليوم والغد، لنا ولقضيتنا والحرص على توفير ما يخدم مصالحنا ويحقق أهدافنا.
 

Email