التحذيرات تتصاعد من مراوغة النظام

ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لاشك فيه، أن الازمة السورية قد استغرقت وقتا طويلا ظلت خلاله العديد من القوى الإقليمية تساند مطالب المعارضة وهي تعبر عن ما يريده الشعب السوري من المجتمع الدولي، لكن ظروفا معقدة على مدى عامين وأكثر، قد حالت دون الاستجابة لما طالبت به هذه القوى الإقليمية، وفي مقدمتها جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية من مطالب لمؤازرة الشعب السوري من أجل تحقيق الأهداف السياسية المشروعة لثورته، وجاء ذلك انطلاقا من إحساس المؤسستين – الجامعة والمجلس – بمسؤوليتهما تجاه حماية الشعب السوري، الذي تعرض تحت نظر وسمع العالم كله، لأبشع الوسائل القمعية الوحشية التي استخدمها النظام ليبلغ عدد شهداء الثورة الآلاف، بالإضافة إلى ملايين المتضررين من هذه الأزمة غير المسبوقة بكل تداعياتها السلبية على المستوى الإنساني من نازحين بالداخل ولاجئين بالخارج.

فقد طالبت الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، أكثر من مرة، بالقيام بإجراءات دولية رادعة عبر مؤسسات الشرعية الدولية لوقف النظام عند حده، ومنعه من التعدي على المدنيين العزل مستخدما كل ما عن له استخدامه من الأسلحة من ترسانته العسكرية التقليدية، والأخرى غير التقليدية، متمثلة في استخدامه دون وازع من ضمير، للأسلحة الكيميائية عدة مرات، محاولا إسكات صوت المعارضة الشريفة التي لم تثنها حملات الردع العسكرية والأمنية من الجهر بكلمة الحق، وتنظيم صفوف الشعب السوري، ليتمكن من مواصلة نضاله المشروع عبر ثورته التي يتابعها شرفاء وأحرار العالم، بكل التقدير.

إن تطورات الأحداث في سوريا، تحمل في كل يوم جديد خططا مستحدثة، يستخدمها النظام، في محاولته للإفلات من العقاب عبر مؤسسات الشرعية الدولية، بعد ما اقترفه مؤخرا من مجازر مروعة استخدم فيها الأسلحة الكيميائية المحظورة دوليا.

وتأتي ما عرفت بـ «المبادرة الروسية»، التي أعلنت موسكو – وهي حليف قوي للنظام - من خلالها، أنها تطرح حلا، يتم بموجبه وضع الترسانة الكيماوية للنظام، تحت رقابة دولية، لتفسح مجالا للنظام ليلتقط أنفاسه قليلا، بعد أن تكثفت ضده الضغوط الدولية مع تلويح واشنطن وعدد من الحلفاء بتوجيه ضربة عسكرية للنظام.

وفي هذا الإطار فقد كان ملحوظا أن عدة قوى إقليمية، قد سارعت إلى التحذير، من كل المراوغات التي يمكن أن يلجأ إليها النظام، ليحاول مرة أخرى الاستمرار في قمعه لثورة الشعب السوري، واستهانته بكل المطالب المشروعة للسوريين.
 
 

Email