كيري يزيد المفاوضات تعقيدا

ت + ت - الحجم الطبيعي

وزير الخارجية الاميركية جون كيري مشغول تماما في هذه الايام بالقضية السورية ونية الرئيس اوباما توجيه ضربات عسكرية، وهو يحاول مع الادارة كلها توفير الدعم اللازم داخل الولايات المتحدة وفي كل انحاء العالم، وعلى هامش مهمته الملحة هذه وجد الوقت الكافي لكي يلتقي الرئيس ابو مازن واعضاء لجنة المبادرة العربية لتحقيق السلام، وقال ان الفلسطينيين والاسرائيليين مصممون على مواصلة مفاوضات السلام المباشرة.

وقد فاجأنا كيري بعد هذه اللقاءات وربما اثناءها او قبلهابقليل، بانه يحث الاتحاد الاوروبي على تأجيل قراره بحظر التمويل المالي لما اسماه بـ "المؤسسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية" ولم يقل المستوطنات صراحة كما يؤكد مسؤول كبير في الخارجية الاميركية اي ان الوزير الاميركي الذي يكرر القول ان المستوطنات غير شرعية، يسعى الى توفير كل الدعم الممكن لها ماليا ويطالب اوروبا بما طالبها به، خاصة بعد وقف شركة هندسة هولندية اتفاقها مع اسرائيل رفضا للاستيطان. ان ابسط ما يقال في هذه الموقف الغريب بعد لقاء الرئيس واللجنة العربية انه يتعارض مع ابسط مبادىء السلام ويسيء اساءة زائدة الى سياسة التفاوض التي سعى اليها وضغط من اجلها، ويظهر استهتارا كبيرا بالجهود الفلسطينية والعربية المؤيدة للمفاوضات. وهذا موقف يجب أخذه بعين الاعتبار ويجب ان يبدد اية اوهام حول الموقف الاميركي وانحيازه الاعمى للمواقف الاسرائيلية، خاصة في هذه الاوقات التي يزداد التوتر فيها زيادة كبيرة للغاية بسبب الازمة السورية.

واول هذه المراجعة يجب ان تكون من طرفنا نحن في ما يتعلق باستمرار او عدم استمرار عملية التفاوض مع هذا الانحياز الاميركي والامعان الاسرائيلي المتواصل في ما يتعلق بالاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الارض وتهجير المواطنين او التضييق عليهم.

والمراجعة الثانية والتي لا تقل اهمية يجب ان تكون من لجنة المتابعة العربية وتسابق بعض الدول العربية لتأييد واشنطن في خططها لتدمير سوريا.

ان معارضي المفاوضات كثيرون وسط شعبنا ومن داخل منظمة التحرير نفسها، كما ان اكثر المؤيدين لها اخذوا يؤكدون انها لن تؤدي الى شيء وستكون غطاء للممارسات الاسرائيلية، ومما لا شك فيه ان موقف كيري هذا سيزيد هذه المعارضة ويزيد ضرورة اعادة تقييم الوضع جذريا.
 

Email