نحو مراجعة نظام الفيتو

ت + ت - الحجم الطبيعي

الذين يقولون إن ضرب نظام الأسد، دون تفويض أممي فيه انتهاك للشرعية الدولية، يريدون لنظام الأسد الاحتماء بالشرعية، المفترى عليها، لارتكاب المزيد من الفظائع، والجرائم الكبرى. الأسد ما كان ليمكن أن يوغل- هكذا- في القتل بالجملة.. بل في قتل شعبه بالسموم، لولا الفيتو، في مجلس الأمن الدولي، والذي ظلت ترفعه روسيا والصين معا، لئلا يلجم جماح الرئيس الذي يقتل شعبه، بالصواريخ، والدبابات، والبراميل المتفجرة، وبلطات شبيحته، وسواطيرهم.

ما حدث في مجلس الأمن، ولا يزال يحدث، من رفع للفيتو، فيما يقتل السوريون تقتيلا، يتطلب- وبشكل عاجل- إعادة النظر، في الطريقة التي تمرر بها القرارات المصيرية، في أعلى سلطة أممية.. بل يتطلب- في الحقيقة- إعادة النظر كليا، في تركيبة هذه السلطة، صاحبة القرار الأممي. لقد كانت قطر- ولا تزال- من أول المطالبين، بتوسيع مجلس الأمن، وإعادة النظر، في مفهوم الفيتو.. بل كانت من أول المطالبين بإعادة هيكلة منظومة الأمم المتحدة، كلها، تماشيا مع روح هذه الألفية، وأخلاقها، واحتياجاتها، وتحدياتها المتعاظمة.

الذين يطالبون بتفويض أممي، لن يصير إطلاقا، للجم الوحشية، والفظائع، إنما تنطلق مطالباتهم، من مفهوم أصبح باليا، في زمن ينبغي فيه للإنسانية، أن تتجاوز كل المفاهيم البالية، إحقاقا للحق الإنساني الأهم: وهو حق الحياة، لكل المستضعفين.. أولئك الذين يستضعفهم الفظائعيون، متمترسين أحيانا، بمفهوم ما يسمى بالشأن الداخلي، مرة.. ومتمترسين في معظم المرات، بفيتو العار، في الأمم! الإنسانية، في جيناتها، تتأبى الفظائع.. ترفضها رفضا.. ومن هنا فإن هذا الحشد الأممي، الذي يتم حشده، الآن، للجم الوحشية في سوريا، هو حشد إنساني بامتياز، ينحاز انحيازا واضحا لكل قيم الخير والعدل والكرامة والإحسان.. وكل تلك من قيم الحياة، في مفهومها الراقي.. المنضبط، والجميل. ترى متى ينحاز أصحاب فيتو العار، إلى ما هو إنساني؟ بل متى تتم أنسنة بعض الكبار، في مجلس الأمن.. متى، يتنبه العالم إلى ما طالبت به قطر، ولا تزال تتطالب؟ 
 

Email