مهرجان صلالة السياحي نحو مزيد من النجاح

ت + ت - الحجم الطبيعي

في جو خريفي بديع، ودعت محافظة ظفار رسميا أمس مهرجان صلالة السياحي 2013، الذي بدأ في العاشر من شهر أغسطس الماضي، الذي تواصلت فعالياته في مركز البلدية الترفيهي بصلالة وفي المواقع الأخرى التي ضمت فعاليات المهرجان التي استطاعت اجتذاب أعداد متزايدة من الزوار والسائحين من داخل السلطنة وخارجها أيضا.
نعم كان اختتام مهرجان صلالة السياحي مساء أمس مبهجا، بلوحاته الفنية والتراثية، وبالألعاب النارية التي زينت سماء صلالة، وبالجو العائلي والأسري البهيج، الذي عبر عن نفسه في الإقبال الكبير من جانب الكثيرين من المواطنين والسائحين، وكما هي العادة فان حفلات الاختتام تحمل معها التفكير، ليس فقط في حفلات الافتتاح القادمة، ولكن أيضا في التوقف أمام ما تم خلال المهرجان وتقييم كل الجوانب، والتعرف على جوانب النجاح، والجوانب التي كانت تحتاج إلى جهد اكبر أو تنظيم أدق، أو تعاون أوثق، من أجل تحقيق أفضل النتائج.
ومع التأكيد على أن ما تم من جهود لتنظيم ورعاية مهرجان صلالة السياحي 2013، برعاية معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار المشرف العام على المهرجان، ومن جانب بلدية ظفار، والولايات والوزارات والهيئات الأخرى المشاركة، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص، وفرق الكشافة والجوالة والمتطوعين في اللجان المختلفة، هي في الواقع جهود كبيرة، لأنها أثمرت عن ما استمتع به أكثر من مليوني زائر، فإنه من المهم والضروري التركيز على تحقيق أفضل صيغ التعاون، وأكثرها فعالية ومرونة أيضا، بين كل الجهات المعنية، والتي تم تكريم المجيدين منها أمس، والاستعداد منذ الآن للمهرجان القادم، سواء بالتفكير لإيجاد حلول لما ظهر من صعوبات، أو لما حدث من مشكلات، على أي مستوى، أو لتحقيق ما نتطلع جميعنا إليه من توسيع لمواقع الفعاليات، ولاشتراك اكبر عدد ممكن من الجهات، من داخل السلطنة وخارجها أيضا، ولتوفير أفضل التسهيلات الممكنة للسائحين، وأكثرها ملاءمة لكل شرائحهم، الاجتماعية والاقتصادية ايضا. وهذه كلها تتطلب في العادة الكثير من العمل والجهد والتعاون بين مختلف الجهات، بما فيها بلدية ظفار وشرطة عمان السلطانية ووزارة السياحة ووزارة النقل والاتصالات، والاعلام والطيران العماني والقطاع الخاص، وكل الجهات التي يمكن أن تقدم ما يفيد المهرجان في دورته القادمة.
وإذا كان مهرجان صلالة السياحي قد أصبح، هو ومهرجان مسقط، من أبرز فعاليات الجذب السياحي في السلطنة، فإن العمل من أجل تعظيم الفوائد المرتبطة بذلك، سياحيا واقتصاديا، يحتاج إلى دراسة وتخطيط وتعامل واقعي وموضوعي مع كل المعطيات المتاحة، من ناحية ومع الخطوات والأساليب التي يتم اتباعها لتحقيق الأهداف المراد الوصول إليها، من ناحية ثانية، لأن تحقيق الأهداف يحتاج الى توفير مقتضيات ومستلزمات تحقيقها، وليس مجرد تمني تحقيقها. ولأننا استطعنا تحقيق النجاح فإنه يمكننا الحفاظ عليه وتوسيع نطاقه دوما بالاعتماد على سواعد شبابنا وعقولهم وإخلاصهم وتفانيهم من أجل رفعة الوطن بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم– حفظه الله ورعاه.

Email