تهويد زهرة المدائن خطوة خطوة

ت + ت - الحجم الطبيعي

المخطط الممنهج لإحكام السيطرة الإسرائيلية على القدس المحتلة لم يعد يحتاج إلى براهين، فالفوضى تضرب المنطقة والجرافات الإسرائيلية تسابق الزمن في أعمال البنى التحتية في القدس المحتلة ليتسنى إقامة حوالي 620 وحدة استيطانية جديدة، وهو ما يأتي في إطار تهويد هذه المدينة وتهجير سكانها الأصليين لصالح المستوطنين.

المخطط الإسرائيلي الممنهج لا يقتصر فقط على توسيع مستوطنات مقدسية، ولكنه يشمل كذلك رفع معدلات الهجرة إليها، حيث وصل عدد المهاجرين الجدد إلى إسرائيل إلى 16.968 مهاجرا هذا العام، ولهذا تزعم الدولة العبرية أنها تواجه أزمة إسكان، لا تحلها إسرائيل في مواقع أخرى، بل توفر الحل في القدس المحتلة فقط بتوسيع مستوطناتها، وبمزيد من الطرد للمقدسيين العرب.

إسرائيل تسعى كذلك إلى زيادة مواليدها لمقابلة زيادة الديموغرافيا الفلسطينية، ولذلك زاد عدد المواليد الإسرائيليين هذا العام قياسا على العام الماضي بنسبة وصلت إلى 1.8 %، والدفع بهذه الزيادات باتجاه القدس المحتلة.

ويشمل أيضا المخطط الإسرائيلي لتهويد زهرة المدائن إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلية على إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين ومَنْع رفع الأذان منه خلال شهر أغسطس الماضي 58 وقتاً، بحجة إزعاج المستوطنين المتواجدين في القسم المغتصب من المسجد، وهو ما أدانه أمس مفتي القدس.

كما يشمل مخطط تهويد القدس المحتلة أيضا إقدام مستوطنين متطرفين على اقتحام المسجد الأقصى المبارك من جهة (باب المغاربة) بين وقت وآخر، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، واستمرار الحفر والتنقيب تحت الأقصى وهو ما يهدد بناءه بعواقب وخيمة، وذلك في محاولة إسرائيلية خبيثة وممنهجة لفرض أمر واقع جديد، مستغلة في ذلك جحافل الفوضى والصراعات التي تجتاح الشرق الأوسط.

ومن ذلك فليس من المستبعد أن تستغل الدولة العبرية أحداثا ساخنة محتملة في شرق المتوسط للإقدام على خطوات بالغة الخطورة تقطع بها شوطا كبيرا باتجاه استكمال تهويد زهرة المدائن.
 
 

Email