نعم.. آن أوان رفع العصا

ت + ت - الحجم الطبيعي

سجل العرب موقفاً قوياً، انتصاراً للحياة في سوريا، وانتصاراً لثورة الحرية والكرامة، بمطالبتهم- عبر الوزاري العربي الذي انتظم في القاهرة الأحد- المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته، للجم وحشية نظام الأسد، ومحاكمة كافة المتورطين في القتل بالسموم، كمجرمي حرب، وبصورة عاجلة.

لقد ظل موقف قطر- ولا يزال- نصيراً للشعب السوري، وهو يكتب بعرقه ودمه، واحدة من البطولات الكبرى، بمنازلته دون أي خطوة للوراء، أحد أكثر الأنظمة وحشية ودموية، في التاريخ المعاصر.

الموقف القطري، تجلى في الاجتماع الوزاري، وكانت قطر قد سبقت هذا الاجتماع بتحركات دبلوماسية، لبلورة موقف عربي، لا نشاز فيه، ضد ما يحدث في سوريا من قتل بالجملة وترويع، واسترخاص للحياة، وإلى الدرجة التي بات فيها قتل الأحياء بالسموم والغازات المحرمة، أمراً لا يحرك ذرة واحدة في ضمير النظام الميت أصلاً.

العرب، تجاوزوا مرحلة الصمت إزاء ما يجري في سوريا، منذ وقت، إلى الشجب، والإدانة، والتنديد، وسعوا بإخلاص إلى حلحلة الأزمة سياسياً، وحين خرجت الأزمة إلى الصعيد الدولي، تكاملت إرادتهم مع الإرادة الدولية، لإيجاد المخرج السياسي، في «جنيف1» ثم أكدوا دعمهم لـ «جنيف تو»، لكن نظام الأسد أثبت من خلال ارتكابه المزيد من الجرائم والفظائع، أنه ليس معنياً بأي مخرج سياسي للأزمة، وكانت بالتالي آخر فظائعه قتل أكثر من 1300 بغاز السارين، في ريف دمشق، في ضربة همجية ووحشية واحدة.

إزاء ذلك، كان لزاماً على المجتمع الدولي أن يتحرك بالعصا، وكان لزاماً على العرب- وهم جزء أصيل من هذا المجتمع الدولي وشرعيته- أن يدعموا هذا التحرك، والشعار المرفوع: كل مَــن يتواطأ مع نظام الأسد الشرير، ولو بالصمت، يعطي هذا النظام رخصة لارتكاب المزيد من الجرائم والفظائع والشرور.

نعم، لقد بات الوقت ملحاً جداً، للتدخل بالقوة..

آن الأوان ليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لكبح جماح الشر..

آن الأوان لتسجيل موقف إنساني بالدرجة الأولى.. موقف يتسق مع كل قيم وأخلاق وأعراف المجتمع البشري، في هذه الألفية.
 

Email