قطر والموقف العربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاءت كلمة دولة قطر، أمام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، أمس، والمخصص لتدارس الأوضاع الخطيرة في سوريا، والتي دعت فيها لموقف عربي داعم لأي تحرك دولي لوقف إبادة النظام السوري لشعبه، استنهاضا لموقف عربي يتوازى مع تحرك دولي جاد ومسؤول ينتهجه حاليا المجتمع الدولي، إنقاذا للشعب السوري من نظام لا سقف لتغوله على شعبه، بالخصوص بعد مذبحة الغوطة الكيماوية، التي أزهقت أرواح 1300 طفل وامرأة ورجل.

من المؤكد أن توالي هذه المجازر التي تؤرق العالم، ستغير من المسار الذي تتخذه حاليا الأزمة السورية، بعد أن كان العالم قد تقاعس طويلا عن التواجه مع نظام كان من الواضح، ومنذ بداية الأزمة، أنه لا رجاء فيه، ولا أمل في استسلامه لإرادة شعبه.

المجتمع الدولي حاليا، وبعد مذبحة الغوطة الكيماوية، عاكف على ردة فعل توازي في الحجم والنوع جريمة النظام، وبهدف إجبار النظام على إرخاء يده عن الزناد الكيماوي، الذي يستخدمه، يأسا وعجزا، في مواجهة إرادة واسعة وقوية للسوريين، ترنو إلى الكرامة الإنسانية والديمقراطية، التي تعبر عن الشعب السوري، هذا الشعب الذي عزله هذا النظام عن عصره، محتكرا السلطة بالحديد والنار والقمع.

الموقف العربي الداعم لهذا الحراك الدولي، الذي بدأ بعد المؤشرات التي تقطع بأن النظام السوري فقد رشده واستخدم الكيماوي ضد شعبه.

كلمة دولة قطر، لفتت أشقاءها العرب إلى مسؤولية قومية، ينبغي أن يتم التعبير عنها بوضوح قاطع وحاسم، حتى يتواشج الموقفان العربي والدولي في هذا الظرف، الذي تجاوز فيه النظام كل الخطوط الحمراء، والذي بعده سيكون المجتمع الدولي برمته مسؤولا عن الشعب السوري الذي يتوعده هذا النظام بسلخانات كيماوية.

فإن غاب هذا الموقف العربي والدولي المتواشج والمسؤول، والذي يدين النظام على جريمته، فسيعني ذلك إشارة خاطئة للنظام، ستجمل له تكرار هذه المجازر التي تروي عطشه الدراكولي إلى القتل.
 
 

Email