أمن واستقرار المنطقة يحظيان بالأولوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل الزيارة الخاصة التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية الصديقة، ومحادثات جلالته مع سماحة علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومع فخامة الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، علامة مميزة، وركيزة لانطلاقة كبيرة أخرى للعلاقات الوطيدة بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية في العديد من المجالات، وفي مختلف الجوانب ذات الاهتمام المشترك للدولتين الصديقتين، فإن هذه الزيارة تشكل إضافة أخرى لتعاون نشط وعميق بين السلطنة والجمهورية الإسلامية الإيرانية على مستويات عدة، وبما يعود بالخير والازدهار على الدولتين والشعبين الصديقين من ناحية، وبمزيد من الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من ناحية ثانية.

ان الإدراك العماني، المبكر والعميق لحقيقة ان الأمن والاستقرار هما من المتطلبات الأساسية، والتي لا غنى عنها من أجل تحقيق التنمية والتطور والحياة الأفضل للشعب العماني وكل الشعوب في المنطقة، فإن مما له دلالة عميقة ان العلاقات العمانية- الإيرانية، شكلت أساسا شديد الأهمية لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية، والتغلب على الكثير من التحديات التي تعرضت لها دولها وشعوبها خلال العقود الماضية. وبقدر ما أثبتت التطورات أهمية وحيوية العلاقات الوطيدة، والفهم العميق للمصالح المشتركة والمتبادلة بين الدولتين الصديقتين، فإن التحديات التي تواجهها المنطقة، وما تتعرض له من تفاعلات، تؤكد الحاجة لتوثيق وتطوير العلاقات العمانية -الإيرانية، بما يعزز العلاقات الثنائية، وبما يسهم إيجابيا أيضا في ترسيخ الأمن والاستقرار والطمأنينة لكل دول وشعوب المنطقة، والدفع بالعلاقات بين دولها وشعوبها نحو مزيد من تعزيز مصالحها الثنائية والجماعية على قاعدة حسن الجوار واحترام السيادة وحل أية خلافات بالطرق السلمية وعبر الحوار البناء والاحترام المتبادل.

ما حققته السلطنة على امتداد السنوات الماضية، على كل المستويات، داخليا وفي علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة وخارجها، وما يتمتع به حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم من تقدير رفيع، واحترام عميق من جانب قادة المنطقة والعالم، وثقة نعتز بها، فان السلطنة التي بنت رصيدا كبيرا لها في قلوب وعقول الكثيرين، بفضل جهودها الخيرة، قادرة في الواقع على الإسهام بكل ما يمكنها من أجل تعزيز فرص الأمن والاستقرار في المنطقة، وحل الخلافات القائمة والتي تلقي بظلالها على دول وشعوب المنطقة، بما يحفظ لدول المنطقة حقوقها المشروعة وبما يصون سيادتها، ويفتح المجال في الوقت ذاته لخطوات تعود بالخير على كل دول وشعوب المنطقة والعالم من حولها، خاصة وأن دول وشعوب المنطقة تريد بالفعل الأمن والسلام والاستقرار والطمأنينة، سواء في علاقاتها المتبادلة، أو في علاقاتها مع القوى الأخرى على امتداد العالم.



.

Email