لينتصر العالم للحياة في سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 دقت طبول التدخل الغربي في سوريا، في أعقاب الإبادة بالسموم العصبية في الغوطة،  التي روعت العالم كله، وكشفت بما لا يقبل الشك عن وحشية النظام السوري، وشكلت  في الوقت ذاته- استهزاء بتحذيرات الرئيس الأميركي باراك أوباما، من تجاوز الخط الأحمر.

لقد أهرقنا- في هذه المساحة- الكثير من الحبر، لافتين العالم كله- خاصة الغربي- إلى وحشية   النظام السوري.. وقلنا لعشرات المرات، إن هذا النظام، لا يعرف أخلاقا، ولا أعرافا، وليست في ضميره ذرة واحدة من إنسانية، وهو بسبب ذلك كله، لن يتورع إطلاقا، في الإبادة، حتى بالأسلحة المحرمة دوليا، لكن العالم الغربي، لجملة أسباب نعرف بعضها، ظل يمد حبل الصبر لهذا النظام، بالرغم من الأهوال، والقتل بالجملة، والتشريد المهول.


هل كان لزاما، أن يفتح العالم عينيه في رعب، على أطفال الغوطة، أولئك الذين قطعت سموم الأسد الكيماوي، أنفاسهم، وهم في أسرتهم، ليتحرك.. يدق طبول التدخل بالقوة، لوضع حد للجرائم المروعة، والفظاعات؟

 أحباب الله في الغوطة، من ضحايا الوحشية، ذهبوا إلى رب رحيم، وفي أفواههم الصغيرة عتاب- إن لم نقل لعنة- لهذا العالم الذي وقف عاجزا- بلا مبالاته ومماحكاته- عن سد كل الذرائع التي أدت - أخيرا- إلى هذه المأساة المروعة.

الآن.. والعالم يستنفر أي ذرة فيه من مروءة وبأس، لمجابهة الوحشية، نرى روسيا، وغيرها من الدول التي تدعم التوحش، تحاول جاهدة تبرئة النظام السوري، وتلبيس المعارضة الجريمة.. بل إننا نرى هذه الدول تحذر من التدخل، وتتوعد، وهي بهذا كله لا تقف موقفا مخزيا جديدا، فقط، وإنما تضيف لكل مواقفها المخزية، ومواقف الخذلان المبين للإنسانية، موقف الشريك في كل الجرائم، ولكن في هذه المرة، بصورة اكثر وضوحا.. وأكثر إثارة للغثيان.. بل أكثر إثارة للعنة، والغضب العارم.

ليمضي العالم الحر، إلى ما تتطلبه المروءة، بعزم اكيد، ولا يضله إطلاقا، ولا يضلله مضلل، ولا يرعبه تحذير، هو في النهاية تحذير من يمالئ الشيطان، وليستقر في ذهن هذا العالم ان الله ينصر من ينصر الحياة، لا القتل والترويع والفظائع. 
 

Email