تنشيط السياحة الداخلية وتضافر كل الجهود

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالرغم من محدودية إسهام قطاع السياحة في الناتج القومي، إلا أن هناك خططا وبرامج من جانب حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن  سعيد المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ تستهدف ليس فقط تنشيط قطاع السياحة، بل أيضا تطويره والدفع به خطوات إلى الأمام من أجل أن يسهم بنسبة محسوسة في الدخل القومي، خاصة وان السلطنة يتوفر لها العديد من المقومات السياحية التي يمكن استثمارها على نحو مفيد، وذلك بفضل مناخها وموقعها وتعدد بيئاتها وامتداد شواطئها، فضلا عن ما تتمتع به من أمن وأمان واستقرار، وماهو معروف عن العمانيين من أصالة وكرم ضيافة وود في التعامل مع الأشقاء والأصدقاء والسائحين والمقيمين على امتداد هذه الأرض الطيبة.

وبينما يشكل موسم الخريف في محافظة ظفار، وما يتخلله من مهرجان خريف صلالة، موسم جذب كبير، ينمو ويتطور ويحقق نجاحات متتالية، وذلك بفضل المناخ المتميز لمحافظة ظفار خلال موسم الخريف الذي يمتد من منتصف يونيو إلى منتصف سبتمبر تقريبا، وبفضل العناية التي تعطيها بلدية ظفار ومكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار، ومختلف المؤسسات والهيئات التي تتعاون من أجل تحويل موسم الخريف إلى موسم سياحي جذاب وقادر على تقديم الكثير للسائحين والزائرين، فإنه مع ازدياد أعداد السائحين والزائرين من داخل السلطنة ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وغيرها، فإن الأرقام تشير إلى حقيقة أن أعداد السائحين والزائرين من داخل السلطنة يشكلون النسبة الأكبر للزائرين خلال موسم الخريف.

وقد أشارت الأرقام  التي أصدرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بهذا الخصوص إلى إنه من بين نحو 230 الف زائر خلال الفترة بين 21 يونيو ومنتصف أغسطس الجاري  كانت أعداد المواطنين العمانيين نحو 160 الف زائر وبنسبة بلغت حوالي  61.1% من أعداد الزائرين ، ويعني ذلك بوضوح أن السياحة الداخلية تشكل الركيزة  الأساسية، وهو ما ينبغي الاهتمام به، جنبا الى جنب مع الاهتمام بتنشيط السياحة الخليجية والخارجية من الدول الشقيقة والصديقة الأخرى، خاصة وأن هناك ما يمكن لخريف ظفار أن يقدمه، وان يتنافس به كجهة سياحة وجذب متميزة على مستوى المنطقة ككل.

وفي حين تقوم الحكومة بتنفيذ العديد من المشروعات الخدمية في محافظة ظفار، والتعاون مع القطاع الخاص لزيادة الطاقة الفندقية في محافظة ظفار، وتطوير البنية السياحية وتوفير مزيد من الخدمات التي يحتاجها السائحون، والاستفادة من كل موسم ومهرجان لتقديم افضل الخدمات الممكنة، فإن تطوير شبكة الطرق والخدمات المتوفرة عليها تحظى باهتمام متواصل، وكان جميلا في الواقع أن ينظم شباب عبري حملة تطوعية لخدمة السائحين المتجهين إلى محافظة ظفار وكذلك مستخدمي طريق عبري ــ هيما ، وذلك بالتعاون مع الأهالي ومع شرطة عمان السلطانية، ونحتاج في الواقع إلى مثل هذه الحملات التطوعية في مختلف محافظات السلطنة، سواء لتنشيط السياحة الداخلية، أو للحد من الحوادث المرورية، أو للعناية بالقرى والمدن والبلديات من أجل أن نقدم أفضل ما يمكننا تقديمه لبلدنا، وأن نتمكن من جعل السياحة مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي كما هو مخطط له.

والمؤكد ان هذه مسؤولية الجميع، وليس الحكومة وحدها.
 

Email