دلالات تجديد قطر دعوتها للحوار في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

إرسال الشحنة الثانية من الغاز القطري المسال إلى مصر تنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، حفظه الله، وكذلك إعراب دولة قطر عن بالغ استنكارها للعملية الآثمة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 25 جنديا مصريا وجرح آخرين، يوم أمس الأول، في سيناء وتقدمها من أسر الضحايا ومن الشعب المصري الشقيق بخالص العزاء والمواساة، موقفان يعبرا عن علاقات وطيدة وتاريخية وعميقة بين الشعبين الشقيقين، لا يفت شيء في عضد أواصرها.

فالدوحة دائما ما تبرهن أقوالها بأفعال، وتترجم مرتكزاتها بإنجازات ومبادئ تتوخاها في كل توجه، ومن ذلك أكدت دولة قطر في تصريح لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية تنديدها بالعمليات الإجرامية التي تستهدف أفراد القوات المسلحة المصرية بين الحين والآخر.

وجددت دعوتها كافة الأطراف في مصر الشقيقة، إلى اعتماد الحوار خيارا لتسوية الأزمة الراهنة بما يحقن دماء المصريين ويعيد الأمن والاستقرار وحفظ مكتسبات ثورة 25 يناير المجيدة ويحقق تطلعات الشعب المصري.

إن تجديد قطر لدعوتها كافة الأطراف إلى الحوار لتسوية الأزمة الراهنة ينطلق من حرصها على تجفيف كل منابع هذه الأزمة ومنابتها، وأيضا حرصا منها على لجم تصعيد العنف الذي صار يؤرق الشعب المصري، ويضع العصا في كل دواليب الاقتصاد المصري، ويشيع مناخا كئيبا يتجافى تماما مع كل مقتضيات التنمية والاستقرار في مصر.

كما أن تجديد قطر دعوتها إلى الحوار بين كل الأطراف يتسق أيضا مع موقف دولي في السياق ذاته لأن الأزمات تزداد احتقانا بالشروع في الإقصاء ويزيد تفاقمها بالاعتماد فقط حلا أمنيا يكون في كل مرة مقدمة متواليات تضاعف من الخسائر، وتباعد بين المواقف، في حين أن الجماعة الوطنية المصرية بكل أطيافها ومكوناتها، ينبغي أن تسترد لُحمتها من أجل مصر المستقلة العزيزة الأبية، ومن ذلك يأتي موقف قطر دائما حكيما واستشرافيا.
 
 

Email