ارحموا شعبنا !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

مرة أخرى عادت الى الواجهة نفس المهاترات الكلامية بين طرفي الانقسام لنستمع مجددا الى نفس الاتهامات المتبادلة والتباكي على فلسطين ومصلحتها وتكرار الحديث عن الرغبة في إنهاء الانقسام لما ألحقه من ضرر بالقضية الفلسطينية .. الخ من الشعارات والتصريحات المضللة التي يطلقها من يسهمون في تكريس الانقسام نفسه ويحولون دون استعادة الوحدة الوطنية.

وللأسف الشديد فان هذه الجولة الجديدة من المهاترات والاتهامات المتبادلة إنما تعني الاستخفاف بشعبنا وقضيته ومصالحه ومحاولة لتضليله عبر الإيحاء بأن الانقساميين أنفسهم يريدون الوحدة والمصالحة وكل طرف يلقي على الآخر بالمسؤولية متجاهلين صوت هذا الشعب الصابر المرابط ومتجاهلين إرادته وحقه الطبيعي في قول كلمته وفي انتخاب ممثلية عبر المشاركة الفاعلة في العملية السياسية، وكأن لسان حال الانقساميين يقول: نحن الشرعية الى الأبد شاء الشعب أم أبى، ونحن من يمثل مصالح هذا الشعب رغم إقرارهم بأن الإنقسام أساء للشعب الفلسطيني وأضرّ بالقضية ووفر لاسرائيل أجواء مريحة لاستكمال تنفيذ مخططات الاستيطان وتهويد القدس والتنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

الشرعية لا تستمد من فراغ والشعب هو صاحب الحق في منح الشرعية وهو ما يجب ان يدركه طرفا الانقسام وكل من يحاول تكريس هذا الانقسام ومنع شعبنا من ممارسة حقه في صناديق الاقتراع. ومن غير المعقول او المقبول ان يردد طرفا الانقسام شعارات الديمقراطية والوحدة وغيرها وهم الذين داسوا الديمقراطية وأمعنوا في تجاهل حق شعبنا ولازالوا يمعنون في شق الصف الواحد تحت مبررات واهية أقل ما يقال فيها انها لا تخدم سوى تكريس الانقسام ومصالح اولئك الذين يعتبرون وحدة شعبنا وديمقراطية نظامنا السياسي عدوا يجب التصدي له.

ولهذا نقول لكل اولئك الموغلين في هذه المهاترات : لا تستخفوا بعقول أبناء هذا الشعب الذين سئموا كل هذه الألاعيب وكل هذه الشعارات عن الحوار والمصالحة والوحدة التي تطلقونها دون رصيد وانتم سبب غيابها.

ان شعبا يحترم نفسه وينتمي الى شعوب هذه الارض ولا بد وان يدافع عن كافة حقوقه بما فيها حقه في المشاركة السياسة عبر انتخاب ممثليه ومساءلتهم وعبر تداول السلطة فلا يعقل ان يفرض هذا الطرف او ذاك نفسه بعد ان فقد كل مقومات الشرعية .

واذا كانت قضيتنا الفلسطينية تمر اليوم بمرحلة حرجة ودقيقة وسط تصاعد التحديات الاسرائيلية ووسط تغيرات اقليمية ودولية ووضع عربي- اسلامي لا نحسد عليه، فان الأجدر بالانقساميين ان يسارعوا الى مغادرة متراس الانقسام ومنح الشعب حقه الطبيعي في قول كلمته وانتخاب ممثليه الشرعيين عبر صناديق الاقتراع والالتزام باحترام ارادة هذا الشعب حتى يمكن استعادة الوحدة الوطنية وحتى يمكن لكافة القوى السياسية بعد ان تستمد شرعيتها من الشعب ان تشارك في اطار هذه الوحدة في رسم معالم الطريق المستقبلي لشعبنا وفي مواجهة التحديات الراهنة.

هذا هو المطلوب من الانقساميين ، فكفانا مهاترات وتصريحات وتضليل لهذا الشعب، وكفانا اساءة لنضال شعبنا وتضحياته الجسام وكفى فلسطين استمرار التستر باسمها لتبريرالانقسام المخزي وتبرير الإمعان في الاساءة للقضية. المطلوب ان ترحموا هذا الشعب المناضل الصابر المرابط وان تحترموا ارادته وحقه الطبيعي.
 

Email