مصر العزيزة ستنهضين مجددا

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المؤكد انه ليس غريبا ولا مفاجئا، ان تتوجه انظار الجميع الى مصر العزيزة، والى ما يحدث في ارض الكنانة من احداث وتطورات، لا يمكن إلا أن يتابعها الجميع، من داخل وخارج المنطقة باهتمام بالغ، بالنظر إلى ما يمكن أن يترتب عليها من نتائج مباشرة وغير مباشرة، مصريا ومن ثم عربيا واقليميا ودوليا أيضا.

وتجدر الإشارة أولا إلى حقيقة راسخة في العلاقات العمانيةــ المصرية، وهى أن ما يربط بين عمان ومصر، والذي يعود بجذوره إلى فجر التاريخ، ثم نما وترعرع على كل المستويات وفي كل المجالات بين السلطنة وجمهورية مصر العربية الشقيقة على مدى العقود الاربعة الماضية، هو من القوة والعمق والثبات لدى الشعبين العماني والمصري، بما يتجاوز الحاجة إلى التأكيد عليه، إو الإشارة إليه، لأنه ببساطة واضح وضوح الشمس، ولأنه يعبر عن نفسه أيضا بالشكل الذي يلمسه ويدركه الجانبان المصري والعماني، رسميا وشعبيا كذلك، ولسنا في حاجة الى الإشارة إلى نماذج عديدة، قريبة وبعيدة، لهذه العلاقة القوية والمتميزة.

وفي هذه الظروف الصعبة التي تمر بها مصر العزيزة، فإنه في الوقت الذي تقف فيه السلطنة إلى جوارها، كعادتها دوما، في كل ما تراه قيادتها، وتتخذه من إجراءات ضرورية للحفاظ على أمنها وسلامتها، باعتبار ذلك شأنا داخليا مصريا، فإنها على ثقة تامة بأن مصر الشقيقة قادرة على مواجهة ما تتعرض له، وأنها، بحكمة أبنائها المخلصين، وتعاون وتماسك شعبها وقيادتها قادرة على النهوض والتغلب على كل محاولات جرها إلى حيث لا تريد، وإلى ما يستنزف طاقاتها، أو يدخلها في دروب تعطل محاولاتها لبناء حياة أفضل لأبنائها في الحاضر والمستقبل. وانطلاقا من احترام الشأن الداخلي المصري، وللسيادة المصرية، فإنه من المهم والضروري أن تتوقف مختلف الأطراف التي تحاول التدخل، أو الدفع  بالأوضاع في مصر الشقيقة في اتجاهات محددة، أن تتوقف عن أية محاولات للتدخل في الشأن المصري، لأن مصر ببساطة قادرة على التعامل مع شؤونها، وتحديد مسارات مصالحها، الآن وفي المستقبل، دون نصائح، وبعيدا عمن يرتدون مسوحات الوعاظ، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك، سواء بنواياهم أو بمصالحهم أو بحساباتهم المعروفة  للكثيرين.

وإذا كان ما يدمي مصر، يدمي قلوب محبيها وأشقائها وأصدقائها، فإنه من المؤكد أن محاولات استدراج مصر إلى مشكلات وصراعات داخلية تشغلها، أو تستنزف قواها بشكل أو بآخر، هو أمر لا يخدم المصالح الوطنية المصرية، ولا العربية، ولا يصب في صالح أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم، ولذا فإنه من المهم والضروري مؤازرة مصر ومساندتها للتغلب على ما تواجهه وتتعرض له من تحديات، ليس فقط لأن ذلك مصلحة مصرية وعربية، ولكن أيضا لأن ما ستشهده المنطقة خلال الفترة القادمة سيكون مرتبطا، إلى حد غير قليل، بنتائج ما يجري الآن في أرض الكنانة، فاستقرار مصر وأمنها هو أساس لاستقرار وأمن المنطقة من حولها.
 

Email