ضربة اخطر من سابقاتها!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

مناقصات البناء الاستيطاني الجديد التي أعلنتها إسرائيل امس سواء البناء في القدس العربية او باقي انحاء الضفة الغربية تشكل تطورا خطيرا وضربة جديدة لعملية السلام خاصة بعد ان كشفت وسائل الاعلام الاسرائيلية النقاب عن ان هذه المناقصات تم الاعلان عنها بالتنسيق مع الادارة الاميركية في الوقت الذي وصل فيه المبعوث الاميركي الخاص بعملية السلام انديك الى المنطقة والتقى الرئيس محمود عباس لبحث جهود السلام.

هذا التطور الخطير يثير مزيدا من الشكوك حول مدى جدية اسرائيل وحول جدوى استئناف مفاوضات السلام اذا كان الحديث يدور عن استمرار التوسع الاستيطاني واذا كان الراعي الاميركي للمفاوضات ينسق مع اسرائيل بهذا الشأن او يوافق على ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات جديدة، وبالتالي يعزز الرأي القائل بعبثية المفاوضات طالما ان اسرائيل تفرض وقائع يومية على الارض اقل ما يقال فيها انها احادية الجانب وتنتهك القانون الدولي وتتناقض مع اسس ومبادئ عملية السلام.

والحقيقة ان هذا التطور يصدم كل فلسطيني وهو ما عبرت عنه ردود الفعل الفلسطينية سواء رد الفعل الرسمي او ردود القوى السياسية وردة الفعل الجماهيرية فلا يعقل ان تستأنف عملية السلام على هذا النحو من مواصلة الاستيطان وإصرار اسرائيل على الاستمرار في تهويد القدس بصمت و بتنسيق اميركي، وهو ما يعني ان هذه المفاوضات محكومة بنتائج تريد اسرائيل فرضها مسبقا وهو ما يتناقض مع هدف عملية السلام وهو التوصل الى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على كافة الاراضي المحتلة منذ عام ١٩٦٧ بما فيها القدس العربية .

ان ما يجب ان يقال هنا ان هذا التطور يفرض أمرين هامين :

الاول ان على الولايات المتحدة ان تعلن موقفها بشكل واضح من هذا التطور ومن الاستيطان عموما والثاني ان على الجانب الفلسطيني إعادة النظر في الموقف من المفاوضات خاصة وان الضمانات الاميركية التي قيل انها قدمت للجانب الفلسطيني قبيل استئناف المفاوضات لم تعد كافية.

ان من حق أي مواطن فلسطيني ان يتساءل اليوم عن هذا السلام الذي نريد الوصول اليه عبر هذه المفاوضات طالما ان اسرائيل لم تغير شيئا من ممارساتها ومواقفها وتصر على استمرار التوسع الاستيطاني عدا عن استمرارها في فرض المعاناة على شعب بأكمله عبر مختلف ممارساتها من حواجز وحملات دهم واعتقال وحصار للقطاع الخ من الممارسات .

ولهذا نقول انه اذا كانت اسرائيل تصر على ان توجه كل يوم ضربة لعملية السلام وتستغل مفاوضات السلام لتنفيذ مخططات التوسع الاستيطاني وتهويد القدس فان ذلك يستوجب وقفة جادة مع الذات من جهة ومطالبة الراعي الاميركي بتوضيح مواقفه ازاء هذه الممارسات فالمطلوب فلسطينيا الان نقل رسالة واضحة لواشنطن وللمجتمع الدولي ان استمرار اسرائيل على هذا النحو يعني فشل المفاوضات وان اسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الفشل وان من حق الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال غير المشروع مواصلة نضاله من اجل انتزاع حريته واستقلاله.
 

Email