جبهة الساحل تغلق الملاذ أمام الأسد

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجح الجيش السوري الحر في فتح جبهة جديدة وتحقيق انتصارات بالغة الجرأة في أعماقها، فانطلاق معركة تحرير الساحل، والوصول بالقتال الى «القرداحة» معقل عائلة الرئيس السوري ومسقط رأسه، ينطوي على الكثير من الاعتبارات التي من شأنها إحداث انقلاب في كثير من الموازين رأسا على عقب.

كما تأتي زيارة رئيس أركان الجيش السوري الحر للجبهة في اللاذقية بعد نحو أسبوع من إطلاق مقاتلي المعارضة معركة تحرير الساحل، دليلا قاطعا على أن انتصارات الجيش الحر في هذه الجبهة كانت تعجيزا لقوات النظام، فمن جهة يثبت الجيش السوري الحر بهذه المعركة أنه قادر على اختيار مسرح عملياته، وأن هذا الاختيار يقوم على عوامل تؤكد براعته وقدرته على تنويع خياراته التكتيكية، ونجاحه في إفشال تحالفات النظام، ومسرح عمليات هذه التحالفات.

معارك تحرير الساحل لو كتب لها مزيد من الانتصارات ستعني أن المعارضة السورية لم تعد تعتمد فقط على خطوط دعم برية، بل ستكون هناك خطوط دعم بحرية يمكن أن يصل من خلالها الدعم العسكري الدولي مباشرة، لو أن هذا الدعم الدولي قد تخلص من محاذيره، ليصب باتجاه المقصودين بهذا الدعم، وهي المعارضة السورية الوطنية التي تتطلع إلى استمرار تنشيط أدائها العسكري حتى لا يتوهم النظام أنه بمقدوره فرض إرادته عليها.

من المؤكد أن هناك أهمية كبيرة للساحل السوري، إذ أن ارتخاء قبضة النظام على موانئه وثغوره سيكون من أهم التحولات التكتيكية في هذه الحرب، خاصة وأنه كان من بين مشروعات النظام السوري أن يلوذ بهذه الجبهة في حال سقوط العاصمة في قبضة المعارضة، أو في حال انكسار قواته في أكثر من جبهة.

توسيع وتمديد خطوط التماس في هذه الحرب يؤدي إلى إرهاق النظام، فنقل المعركة في اتجاهات كانت تستبعدها حساباته تعجيز لقواته التي صارت تقاتل على أكثر من جبهة.
 
 

Email